الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الآثار الضارة للعلاقات بين الشباب والشابات

السؤال

ما هو حكم علاقات ما قبل الزواج و ما هي آثارها على مستقبل الإنسان بعد الزواج؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإقامة العلاقات بين الشباب والشابات قبل الزواج من خطوات الشيطان إلى الحرام ، ولا يخفى ما لها من الآثار على الحاضر والمستقبل كما صرحت بذلك نصوص الشرع ، وكما هو مشاهد ، ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء . وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء .

ومن رأى افتتان الشباب بالنساء ، وكثرة ما يقع من الشر بمصادقتهن ، علم صدق نصح النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ، وكمال شفقته ورحمته بهم .

فكم من فتاة انتهك عرضها وضاع شرفها بسبب تلك العلاقات ، وكم من بنت حرمت من الزواج وعاشت حياة شاذة بسبب ما كان لها من علاقات ، وكم من حالات إجهاض تسببت فيه تلك العلاقات ، بل وكم من طفل بريء وَأَدَتْه أمه خشية الفضيحة والمعرة بين المجتمع وكان سبب ذلك هو تلك العلاقات ، وكم من فتى انحرف وعاش بعيداً عن ربه بسبب ما كان قد أقامه من علاقات ، إلى غير ذلك من الأمور التي يصعب حصرها .

وإذا صحت هذه الملاحظات -وهي صحيحة- فلا شك في أن البيت الذي كان طرفاه قد تعرضا لبعض تلك الآثار ، ستكون الحياة فيه في الغالب متميزة بشيء من الانحراف .

مع أنه لا مانع من أن يكون الحال مستقيما في بيت كان أهله قد ارتبطا بعلاقة قبل الزواج ، وما ذكرناه إنما هو -في الغالب- كما قلنا ، وذلك لأن الله تعالى بفضله وكرمه جعل التوبة من الذنوب والإنابة إلى الله تكفر كل ما كان قد اقترفه الإنسان ، وقد يصلح حال المرء بعد التوبة إلى درجة لم يبلغها من كان مستقيماً من أول أمره .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني