الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق للزوجة وأهلها أن يطالبوا الزوج بتطليق الثانية

السؤال

منذ سنوات قليلة بدأت مهمة علمية للدراسة في الخارج. وكنت أصطحب زوجتي وابني. وعدنا بعد عامين إلى بلدنا العربي في إجازة .. واتفقنا أنا وزوجتي على أن أعود بمفردي حتى أسمح لها باستكمال دراستها العليا في بلدنا العربي. وفقدنا حملا لكونه غير طبيعي, كافحت معها حتى لا تجهضه وكانت تتهمني وقتها بأني لا أستطيع اتخاذ قرار بمفردي رغم أني استفتيت طوب الأرض من المملكة العربية السعودية إلى أمريكا وكان الرأي أن أحافظ على الجنين طالما تم نفخ الروح فيه طالما أنه ليس هناك خطر حقيقي على صحتها. وكافحت طبيبتها التي كانت تدفعها إلى الإجهاض حتى عدنا لبلدنا العربي في إجازة ووضعت وتوفي المولود بعد أيام قليلة.
بدأت المشكلة حينما عدت وحيدا إلى هذا البلد الأجنبي, وكنت أظن سأستطيع العيش وحيدا, لكني اكتشفت أن الحياة لرجل متزوج ملتزم في بلد أجنبي الجنس وما شابه في كل مكان كالجحيم.
طلبت من زوجتي أن تؤجل دراستها فرفضت, قالت إنها ضحت معي سنتين في هذا البلد...بالرغم من أنها, والحمد لله لم تتوقف عن دراستها, بل كانت تستكمل الجزء النظري من دراستها.
المهم أنا كدت أضعف وأصابتني فتنة النساء حتى كدت أن أرتكب معصية كبيرة, عندما حضرت إلي واحدة ممن تعرفت عليهن, نجاني الله بقدرته من أن أقع في هذا الإثم.. وحدث ما بيني وبين من حضرت إلي ما هو في ميزان الله ليس من صغائر الذنوب.
عرفت أن أفضل الطرق لقتل الداء هو الدواء...طالما عجزت عن الصبر... المهم, قبل حدوث هذا تحدثت مع زوجتي أني لا أستطيع العيش هنا, , فطلبت مني أن أعود في إجازة حتى ترتاح نفسيتي, طلبت منى أن أفكر فقط, فحجزت تذكرة في الأسبوع الذي يليه. وصرحت لزوجتي بما حدث تفصيلا وجملة بما حدث مع هذه السيدة. المهم, اتفقت مع زوجتي على أن أعود في إجازة شهرين, على أن تنتهي من دراستها بعد عودتي إلى هذا البلد الأجنبي بشهرين على الأكثر. فبدأت قبل سفري إلى بلدي العربي ارتب لحضورها فاشتريت عفشا جديدا وذهبت لأحجز مكانا لابني في المدرسة.
وبعد عودتي إلى هذا البلد الأجنبي بقليل اتصلت بي زوجتني تبشرني في حملها, وكانت قد وعدتني بالحضور حتى وإن حملت, فاتصلت بالطبيبة وأخبرتها بأن زوجتي ستحضر وترغب في المتابعة معها, وعدت للدراسة في هذا البلد الأجنبي على وعد أن تنتهي زوجتي من دراستها وأن تحضر زوجتي خلال شهرين. بعد شهرين طلبت من زوجتي أن تحضر فرفضت وأهانتنى.
كتبت لزوجتي رسالة أذكرها أني لن أستطيع الصبر عاما آخر, إذ كانت حالتي النفسية ساءت خلال شهرين. قلت لها أيضا إن تركها لي وحيدا هنا حولني إلي رجل يشغل وقته من خلال التشات على الانترنت مع سيدات على استعداد لفعل أي شيء وكل شيء.
المهم تكرر وعد زوجتي لي بالحضور, واقترحت أن أذهب لإحضارها فلفت ودارت, وعرف أخوها منها بالمشكلة ونصحها أن تلبي رغبتي فلم تستمع, وقالت إنها ستسأل الطبيب فعرفت أنها لاتنوي الحضور.
ولماذا تتحدث عن الطبيب وهى تعرف أن طبيبتها هنا لم تحدثني عن أي خطر في سفرها..فطبيبتها حسبت لها أسابيع الحمل. وأيام طفلنا الذي فقدناه لم نسافر. وكنا في أكثر بلاد العالم تقدما...وكان قضاء الله.
حدثتها بأني لن أتزوج...كنت أحاول أن اصبر, تحدثت إليها أكثر من مرة و أرسلت إليها أذكرها مرات ومرات بطاعة الزوجة لزوجها, وحقوق الزوج, وأرسلت لها بعض الفتاوى الإسلامية: فأجابتنى: آه أصل أنا زوجة عاصية. المهم تعرفت على سيدة مسلمة وتزوجتها زواجا شرعيا, في حضور أهلها وبموافقة وليها, وقبلت أن أسافر إليها كل عام. وأبلغت زوجتي الأولى تلميحا أني سأعف نفسي .فرفضت ووعدتني بالحضور بعد الولادة...ولم أنتظر, وضاقت علي نفسي , وضاقت علي الحياة....ولم تحضر لي زوجتي حتى بعد الولادة كما وعدت.
الآن قاربت على العودة لبلدي العربي. وعاهدت زوجتي هنا وأسرتها أن أحضر خلال العام...زوجتي الجديدة قبلت بهذا, وفضلت عدم الرجوع معي لأسباب كثيرة...وقبلت أن أزورها وقبل وليها بذلك...ولاسيما أن هناك ارتباطات علمية لي في هذا البلد الأجنبي. فكتبت لزوجتي أخبرها بزواجي.
لدي خمسة أسئلة أرجو من فضيلتكم الإجابة عليها:
- هل يحق لزوجتي او أحد من أسرتها أن يفرض علي أن أطلق زوجتي الثانية علما بأني والحمد لله كنت أتولى الإنفاق على زوجتي الأولى وعلى ابني, طول وجودي في البلد الأجنبي, هذا بجانب دخلها من عملها؟
- ماذا تقول فضيلتكم لزوجتي؟ وهل الدراسة مقدمة على راحة الزوج طالما عرفت أنه يتعرض للزنا, ولا يستطيع أن يعصم نفسه, ورغم وعودها لزوجها بالحضور؟
- هل كان لي أن أطيع زوجتي في عدم الزواج حتى وإن كنت سأرتكب الزنا في هذا البلد مرات ومرات؟
- هل كان من الأفضل أن أخفي موضوع زواجي الثاني عن زوجتي الأولى؟
- هل يحق لأهل زوجتي أن يتهموني بالخطأ لزواجي الثاني وهم عرفوا بحاجتي إلي زوجتي؟ قبل زواجي هذا ونصحوها بالسفر؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أخي الكريم حفظك الله ورعاك ووفقك وأعانك وصرف عنك السوء والفحشاء أن ما قمت به من الزواج بالثانية هو الصواب والخير، وأنه ليس من حق زوجتك ولا أهلها أن يفرضوا عليك تطليق زوجتك الثانية، وليس لهم ذلك لا شرعا ولا قضاء، ولك أن تتزوج بالثانية والثالثة والرابعة ولو كانت زوجتك الأولى صالحة مؤمنة قائمة بكل واجباتك حاضرة عندك ملبية لكل رغباتك، فهذا حق أباحه الشرع للرجل، ولا يكون مخطئا بزواجه من أخرى.

وأما الزوجة فلا يجوز لها أن تمتنع عن السفر إلى حيث يقيم زوجها، بل كان الواجب عليها أن تكون عوناً له على العفاف والصيانة، وطاعة زوجها مقدمة على إكمال الدراسة ولا شك.

وليس للمسلم أن يطيع والده ولا والدته في ترك الزواج إن خشي على نفسه من الوقوع في الفاحشة ، وأما الزوجة فليس من حقها أن تمنع الزوج من الزواج بأخرى.

ولا حرج في إخبار الزوجة الأولى بزواجك أو كتمه عنها، فإن إعلامها وعدم إعلامها متوقف على المصلحة في ذلك بحسب ما تراه أنت.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني