الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شكر النعمة بالتصدق أو الذبح تحفظ صاحبها

السؤال

قمت بشراء سيارة وحدثت لى حوادث متكررة فأشاروا علي بأن أذبح فدية وأنا إمكنياتي تسمح بشراء جدي صغير وبالتالي سيكون اللحم فيه قليل . هل أشترى هذا الجدي أم يمكن شراء لحم من الجزار بقيمة هذا الجدي( عند شراء اللحم ستكون كمية اللحم أكثر من الكمية التي سوف أحصل عليها إذا ذبحت الجدي ).وهل إذا ذبحت جديي هل يجوز لي الأكل منه أم يكون كله فدية . وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ريب أن صنع المعروف، وعمل البر يقي صاحبه من الآفات والهلكات، ومصارع السوء، لما أخرجه الحاكم في مستدركه، ورمز له السيوطي بالصحة، وصححه الألباني عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة".
فصنع المعروف يقي الإنسان -بإذن الله- من الهلكات المستقبلية، وقد يصيبه بعض السوء لأن الله يريد به خيراً سواء في سرائه أو ضرائه، وعلى الإنسان أن يصبر على الضراء، ويرضى بقضاء الله وقدره.
وأما أن تذبح لما حدث لك شاة، فإن ذلك لا يغني فيما قد حدث من قدر الله. والأمر الآخر أن تقييد المعروف هنا بذبح شاة دون غيره ربما يكون مما يسود اعتقاده عند بعض الناس أن إسالة الدم تدفع الجان المتسبب في البلاء، وهذا من البدع والمحدثات، فلا يجوز فعله.
وإن كان الذبح لله ومن باب إطعام الطعام، ليتجنب الإنسان بصدقته مصارع السوء في مستقبله، فلا بأس بذلك.
إلا أن الأولى بك أن تصنع معروفاً آخر غير الذبح - كالصدقات للمساكين- حتى لا يرسخ في أذهان الناس أن مجرد الذبح يقي الإنسان السوء، وهو اعتقاد فاسد، والعامل بمقتضاه مبتدع. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني