الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقضي الصلاة والصيام من كان يجهل فرضيتهما

السؤال

نحن سكان قزاخستان بعد فشل النظام الشيوعي رجعنا إلى ديننا الحنيف، والسؤال: والشعب القزاقي كانوا يعتبرون أنفسهم مسلمين حتى في زمان الاتحاد السوفيتي ولكن لم يصلوا ولم يصوموا والآن بعضهم بدأوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، فهل عليهم قضاء الصلوات للسنوات الماضية، وأريد أن تنتبهوا إلى الأمر المهم وهو أنهم كانوا لا يعرفون عن الدين شيئا إلا أن لهم ربا واحدا ومحمدا رسوله ولم يعرفوا عن فرضية الصلاة، والآن مضى سنوات طويلة لو قضى ما عليهم من الصلوات لكان عسيرا عليهم، فهل نأخذ بقول الرسول "يسروا ولا تعسروا" وهل لهم مخرج آخر، أم عليهم أداء قضاء الصلوات، أريد أن أضرب مثلا رجل واحد أعرفه جيدا، لكي تسهلوا في الإيجابة: له40 سنة، وهو كان يعتبر نفسه مسلما منذ صغره، لأن أبويه كانا مسلمين والشعب الذي ينتمي هو إليه شعب مسلم (قزاق) وهو بدأ يصلي ويصوم أي يتمسك بفرائض الإسلام منذ 5 سنوات، وهو الآن قوي الإيمان ولا أخشى عليه من الارتداد (أي لا يترك الدين الإسلامي) وهو يسأل هل عليه قضاء ما فاته من الصلوات في السنوات الماضية التي ما كان يعرف عن فرضية الصلاة شيئاً، لأن النظام الإلحادي منعه من معرفة شيء عن الإسلام، وأمثاله كثر عندنا، وبناء على هذه الكثرة نرجو منكم الإجابة وأن تضعوا هذه الحالة نصب أعينكم، وقد أفتيتم لنا فتاوى عديدة ونشكركم ونرجو الله أن يوفقكم في فتاواكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان هؤلاء القزاقيون حقا كما ذكرت لا يعرفون عن الإسلام سوى أن لهم ربا هو الله وحده ورسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يعرفون أنهم مكلفون بالصلاة والصيام ، ولذلك لم يكونوا يصلون ولا يصومون ، فلا شك أنهم معذورون بجهلهم ، وبالتالي فلا يلزمهم قضاء ما فاتهم من الصلاة والصيام ، وبمثل هذا أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية في قوم حالهم كحال هؤلاء ، وقد ذكرنا كلامه في الفتوى رقم : 57317 ، فراجعها للأهمية .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني