الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعتمد المرء على الرؤى والموافقات

السؤال

أنا شاب من فلسطين تخرجت وبحثت عن عمل في البلاد لمدة سنة ولم أجد فقمت بالذهاب إلى الإمارات لكي أجرب حظي هنالك ، فكنت دائم الاستخارة في الإمارات بأن يهديني إلى الشركة الصواب.. ففي يوم من الأيام اتصلت بي شركة لإجراء مقابلة. والشركة تعمل في المجال الذي أحلم به. في نفس اليوم بينما كنت منتظرا الصلاة في المسجد، إذ برجل جاء وأعطاني كتيبا صغيرا، لما فتحته فوقعت عيني على عنوان الصفحة وكانت "واستجاب لكم" فاطمأننت وتفاءلت بالخير. وكانت أمي قد حلمت منذ فترة بأني أعمل في هذا المجال، فتفاءلت أكثر، وفي نفس اليوم أيضا كنت في نادي للانترنت، كان دائما يضع أغاني أجنبية في الصباح لكن في ذلك اليوم وضعوا سورة الواقعة فتفاءلت أكثر وأكثر . وعندما ذهبت إلى المقابلة بحمد الله عملت جيدا فيها وقبلت بعد ساعة . ووفقني الله ووقعت العقد.ولكن يا شيوخنا الأفاضل ما لبثت في الشركة لمدة أسبوعين إلى أن تكشف لي بأن وضع الشركة متعب اقتصاديا، ووظفوني على أن أعمل في مشروع في قطر ولكنهم لم يأخذوا مشروع قطر .. ولا توجد رواتب حاليا واحتمال كبير يقيلوني من الشركة، فالآن أنا في حرب نفسية يا شيوخنا، سؤالي هو : هل كل ما حصل لي في ذلك اليوم هو بشرى من عند الله أم كانت تهيآت ؟ بحيث لم يكن اختيارا موفقا! ولكن الحمدلله أنا صابر وكلي ثقة بأن الله عزوجل لن يضيعني ؟
فدلوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإلهامات والرؤى والموافقات التي تنبئ عن الخير إنما يستأنس بها المؤمن ولكنه لا يعتمد عليها . وقد قيل قديما في الرؤيا الصالحة: الرؤيا الصالحة تسر ولا تغر ، فعليك بتقوى الله فإنها من أسباب الرزق، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2، 3،}. وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق: 4 } . ونوصيك بالتزود بالقناعة، ثم الأخذ بأسباب الرزق مع التوكل على الله، واللجوء إليه بالدعاء والتضرع بين يديه لاسيما في الثلث الأخير، حيث ينزل ربنا إلى السماء الدنيا فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له. فارج الله، وضع مسألتك بين يديه، واسأله الرزق الحلال، فهو الذي لا يخيب من دعاه، فيده ملآى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، ينفق كيف يشاء. ولو تضرعت بالمأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أولى.

فقد روى أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب غمي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا. قال فقيل يا رسول الله: ألا نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. وروى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر، ومن فتنة النار، وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال . وغيرها من الأدعية المأثورة التي تجدها في كتب الأدعية والأذكار.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني