الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوصية بإحراق قصائده هل تنفذ

السؤال

والدي توفي وكان مولعاً بالشعر وكان لديه بعض القصائد التي أوصى أن تحرق، فما الحكم فيها بالرغم من أن بعض الورثة يقولون لا تحرق ويجب أن تكون لدى كل واحد نسخة والقصائد الأخرى يطالب بها بعض الورثة، فما الحكم فيها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن حكم تنفيذ الوصية يختلف باختلاف الوصية نفسها، فإن كان الموصَى به واجباً أو مندوباً فالواجب تنفيذ الوصية، وإن كانت الوصية بجائز أو ما لا قربة فيه فقد اختلف أهل العلم في وجوب تنفيذها، وذلك مثل الوصية ببيع شيء أو شرائه... ولعل قصائد أبيكم من هذا النوع إن كانت لا تتضمن مخالفة شرعية أو حثاً على واجب أو ما أشبه ذلك.. ولذلك فوصيته ينبغي تنفيذها وذلك لأن الشعر ربما تضمن هفوات وسقطات... وأشياء لا يحب المؤمن أن يراها في صحيفته، فقد قال الله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {ق:18}، وقال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت. رواه البخاري ومسلم.

هذا إذا كانت القصائد المذكورة في الأمور العادية، أما إذا كانت بها مخالفات شرعية فيجب إتلافها، وإذا كان بها فوائد وحكم وما أشبه ذلك مما ينفع الناس فلا مانع من الاحتفاظ بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني