الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرؤى قد تكون سببا في توبة صاحبها وإيقاظه من الغفلة

السؤال

رؤية أم حلم أفيدوني أرجوكم:
أمي توفيت في منتصف شعبان الماضي وكانت والحمد لله تصلي وتصوم وتزكي وكانت أما حنونا وطيبة جدا إلى أبعد الحدود وأنا والحمد لله أصلي كثيرا وأقوم الليل وأدعو الله لها كثيرا وأقرأ لها القرآن وطلبت من الله أن أراها في منامي وبعد أيام جاءت لي في المنام في أول ليلة من العشر الأواخر في رمضان الحالي ورأيتها تبكي كما كانت تبكي في الدنيا حينما تحزن وقالت لي سوف أموت بعد 10 أيام يا محمد وسألتها ما السبب يا أمي فكشفت لي عن أعلى جزء في ظهرها الأيمن فرأيت بسيط جدا من الحبوب في هذا الجزء فقلت في نفسي يااااا يا أمي هذا هو الذي يؤلمك فحاولت مسرعاً أن أحجز لها طيران كي تقوم بأداء العمرة قبل الوفاة فلم أجد حجزا وحاولت أن أحجز عن طريق البر فرأيت أن الرحلة قد تستغرق وقتا كبيرا وقد أحرم إخواني وأبي من رؤيتها وانتهى بي هذا الحلم أو الرؤية علما بأني اعتمرت لها في الحقيقة ثلاث مرات بعد وفاتها وهي كانت مشتاقة جدا لأداء العمرة قبل وفاتها , بينما وجد لها أبي رؤية أخرى قبل رؤيتي رأى إنها ترتدي ملابس خضراء وعلى رأسها شال أبيض وجالسة على باب منزل وتنادي يا وحيد أو ما يسكن هذا المنزل شخص يدعى اسمه وحيد ..... أفيدوني بالله عليكم لأني في أشد التعب والعذاب بسبب الرؤية الأولى وما تفسيرها هل طردت من رحمة الله بقولها إنها ستموت بعد 10 أيام أي مع انتهاء شهر رمضان أفيدوني أفيدوني ..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فموقعنا هذا ليس معنيا بتفسير الرؤى والأحلام، ولكننا -أيها الأخ الكريم- نريد أن نلفت انتباهك إلى أن الرؤيا ليست مصدرا شرعيا يعتمد عليه، وتبنى عليه الأحكام.

فهي قد تكون سببا في يقظة صاحبها من غفلته ومدعاة لتوبته، كما وقع لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه رأى في المنام كأن ملكين أخذاه فذهبا به إلى النار، يقول رضي الله عنه: فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار. قال: فلقينا ملك آخر، فقال لي: لم ترع. فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: نِعْمَ الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل، فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا. متفق عليه.

وعليه، فلا بأس بأن تعتمر عن أمك وتتصدق عنها، ولكن ينبغي أن يستقر في ذهنك أن ما رأيته في المنام لا يبنى عليه شيء ثابت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني