الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكبائر لا تكفرها الأعمال الصالحة

السؤال

سبحان الله و بحمده100 مرة في اليوم يقال في فضلها: حطت خطاياك ولو كانت مثل زبد البحر. رواه مسلم،هل يغفر الله بها الكبائر أيضا مثل إتيان الزوجة في دبرها .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحديث المشار إليه رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

قال العلماء: معنى حطت خطاياه أي ذنوبه المتعلقة بحقوق الله تعالى من صغائر الذنوب على الراجح.

فالكبائر لا تكفرها الأعمال الصالحة، ولا بد لها من تخصيص التوبة بها لأن الإطلاق في الحديث المذكور مقيد بأحاديث اخرى منها قوله صلى الله عليه وسلم: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر. ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة، وذلك الدهر كله.

ونقل النووي عن القاضي عياض: هذا المذكور في الحديث من غفران الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وهو مذهب أهل السنة، وأن الكبائر إنما تكفرها التوبة، أو رحمة الله وفضله.

وعلى هذا.. فإن على من أتى زوجته في دبرها أن يبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى لأن ذلك من كبائر الذنوب التي لا بد من تخصيصها بالتوبة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ملعون من أتى امرأة في دبرها. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني.

وقد قال أهل العلم إن اللعن لا يكون إلا على الكبيرة، وبالتوبة النصوح تمحى السيئات وتبدل بالحسنات؛ كما قال الله تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان:70}

وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتويين: 35144، 75791.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني