الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مبتلى بالسحر مع صلاحه ولم ينتفع بالرقية

السؤال

لدي صديق عمره 32 عاما قد تعرض لسحر وبعد 13 عاما عرف بأن بداخله جني وهو من الملتزمين جداً يحيي الليل ويصوم كل اثنين وخميس ويصلي كثيراً وعندما عرض نفسه على شيخ قال علاجه بالرقية الشرعية ومنذ ذلك الوقت وهو يرقى وما من جدوى للمعلومات الآن عمر إقامة الجني بالجسد المذكور 15 عاما ..وثلاث سنين رقية ...والجني يتكلم بكثير من الأمور. أرجو المساعدة إذا أمكن ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنريد أن نلفت انتباهك إلى جملة أمور هي:

1. أن عالم الجن من الغيب الذي لا اطلاع لأحد على أحواله بوجه دقيق، إلا في حدود ما ورد من نصوص شرعية، كقول الله تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ {الأعراف:27}.

2. أن الابتلاءات والمصائب التي تصيب المرء ليست بالضرورة لنقص في عبادته. فهذا نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام يبتليه الله في جسده فيصبر، ويبتليه في ماله فيصبر، ويبتليه في أهله فيصبر، حتى قال تعالى عنه: وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ {ص: 44}.

3. أن الرقية الشرعية قد لا تصادف الإجابة، إما من جهة الراقي، كأن يكون على اعتقاد غير صحيح، أو ينقصه حسن التوكل على الله وصدق اليقين به، وإما من جهة المسترقي، فقد لا تكون مصلحة المريض في الشفاء أصلا، ويكون ذلك من جملة المصائب التي تصيب المؤمن في الدنيا، وتكون له أجرا في الآخرة وذخرا.

وعلى أية حال، فإنا ننصح هذا المبتلى وأهله بالالتجاء إلى الله تعالى والتضرع إليه، فهو سبحانه الذي يكشف السوء ويجيب المضطر، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَءِِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل: 62}. وليعلموا أن الإنسان لا يدري ما هو الأصلح له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني