الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصلاة خلف من يعتقد أن الله موجود في كل مكان

السؤال

الصلاة خلف من يقول إن الله في كل مكان
أنا أقيم حاليا ببلد أوروبي.. وقد وفقني الله للانتقال إلى جوار مسجد أؤدي فيه الصلوات الخمس ولله الحمد والمنة، يؤم هذا المسجد إمامان تخرجا من المدارس الديوبندية حيث درسا العقائد الماتريدية لا سيما العقائد النسفية، والحق أنني كنت أصلي خلفهما دون سؤال عن عقائدهما على اعتبار أن ذلك هو من التنطع المنهي عنه.. وأن الصلاة جائزة خلف كل مسلم مستور الحال، لكن أعرف أحد طلبة العلم ممن كان يصلي معنا في المسجد ثم تغيب عن الحضور ولما سألته عن عدم صلاته قال إنه تبين له أن هذين الإمامين يقولان بأن الله في كل مكان -بذاته لا بعلمه- ولما ناقش أحدهما انبرى له بالقول أن هذا هو القول الصائب.. وذكر له بعضا ممن قال بذلك.. وأيضا هذا الذي درسه هو في المدرسة الديوبندية... ولم يصلا إلى نتيجة، الحق أنني أصبحت في حرج كبير.. فترك الصلاة في هذا المسجد القريب من البيت لها كثير من المساوئ مثل عدم وجود مسجد آخر قريب أصلي فيه بالإضافة إلى إساءة الناس الظن بي حيث أعتبر من رواد المسجد المعروفين ويستحيل إخبارهم بسبب التغيب عن المسجد لأن ذلك سوف يسبب فتنة كبيرة بدون شك لا سيما أن المسجد يؤمه الكثير من الجنسيات المختلفة، وعلى الجانب الآخر فإن الصلاة خلف من يعتقد أن الله في كل مكان أرى فيها حرجا كبيرا.. والله أعلم، وأخيراً أحب أن أنبه إلى أن كلا الإمامين لا يعلمان أنني أعلم اعتقادهما في هذه المسألة ولست مستعدا لفتح نقاش معهما، لأن ذلك سوف يسبب مشاكل لي وللأخ طالب العلم، فما هو جوابكم وفقكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ننصحك به أولاً أن تتثبت جيداً من عقيدة هذين الإمامين في الله تعالى، هل يعتقدان بأنه بائن من خلقه أم مختلط بهم تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، فإن ثبت لك ما ذكرته في السؤال فلا تصح الصلاة خلفهما؛ لأن اعتقاد أن الله في كل مكان أو يحل في مكان كفر أكبر مخرج من الملة.

ثانياً: ننصحك أنت والأخ الذي حاورهما أن تتخذا الأسلوب الأمثل في ربط علاقة معهما بقصد هدايتهما وبيان الحق لهما في هذه المسالة، ولإقامة الحجة عليهما، وإبراء الذمة عند الله.

ثالثاً: إن أصرا على ما هما عليه من العقيدة الباطلة فعليكما ببيان الحق في هذه المسألة للناس، وتحذيرهم من الوقوع فيها، وأن الإمامين المذكورين يعتقدان هذه العقيدة، وأيدا موقفكما بكلام الله ورسوله، وفهم كبار أهل العلم رحمهم الله تعالى. وينبغي الاستعانة بالقائمين على الدعوة الإسلامية في البلد الذي أنت فيه فقد تجد عندهم من الرأي ما يفيد في معالجة مثل هذه المشاكل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني