الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وفاء الوالد يقتضي أن لاينسى جهود ومعروف ابنه

السؤال

ماحكم الابن الذي اجتهد لوالده 12 عاما لإثبات حقوق وأملاك والده بدون راتب أوحتى مصاريف انتقال أوعقد، وقد وفقه الله وأثبت لوالده ما كان في حكم المفقود تماما ما يقدر بسبعين مليون ريال وبعد أن انتهى هذا الابن خسر رأس ماله وتجارته وأصبح مديونا لانشغاله بالقضايا والمراجعات وفقد تجارته فهل من حق هذا الابن 10% مما أثبته شرعا أفيدونى جزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإن حالة هذا الابن مع أبيه لا تعدوا أن تكون واحدة من ثلاث:‏
‏الأولى: أن يكون سعيه في استخلاصه حق أبيه قد تم على أساس اتفاق بينهما على أجر ‏محدد، فهما على ما اشترطا.‏
‏والثانية: أن يكون الابن قد دخل في الأمر على أساس أنه سيأخذ مقابلاً عليه، ولكن منعه ‏الحياء من مشارطة أبيه،
فيرجع هنا للعرف وأهل الخبرة، فإن جرى العرف بأن له أن يأخذ ‏أجراً على ما قام به قدر أهل الخبرة قيمة المجهود ودفع للابن.‏
‏ الثالثة: أن يكون قام بالعمل تبرعاً وبراً بأبيه، والواجب في هذه الحالة هو بر كل منهما ‏الآخر حتى يتصلا إلى حل يليق بمكانتيهما. وينبغي للوالد أن لا يهمل جهد ابنه الذي عمل ‏له اثنتي عشرة سنة، وضحى بكل مصالحه من أجل أن يأخذ له حقه، وعلماً بأن هذه ‏النوع من التضحية والجهد المتواصل مدة مديدة ما كان ليقوم به غير الابن، فينبغي لوالده ‏أن يعرف له ذلك، كما ينبغي للابن أن يعرف أن حصوله على رضى أبيه خير له من كل ‏مال، لقوله صلى الله عليه وسلم: " رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف، قيل: من؟ يا ‏رسول الله! قال: من درك أبويه عند الكبر: أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة". رواه ‏مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.‏
والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني