الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم العدل بين الزوجات يسبب ردة فعل عكسية

السؤال

كيف يجب التعامل مع المرأة التي تذم زوجها في كل المجتمعات، وتنكر فضله عليها وعلى أولادها بحجة أنه تزوج بأخرى، علماً بأن هذه الزوجة متوفر لديها كل أدوات الراحة والرفاهية، وهي دائمة التحريض لأولادها ليكثروا الطلبات من والدهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أمر الله عز وجل بالعدل والإحسان، ونهى عن الظلم والبغي، وهذا يشمل كل مناحي الحياة، ومن ذلك العلاقة الزوجية، التي تبنى على الإحسان وعلى العدل، ولذا أمر الشرع بالعدل بين الزوجات وبالعدل بين الأبناء، وذلك أن غياب العدل والميل إلى الظلم يسبب ردة فعل عكسية، فالزوجة التي ترى ميلاً من زوجها إلى ضرتها تحس بالظلم، فتلجأ إلى الكيد به وبضرتها بشتى الوسائل، ومنها ما ذكر في السؤال، فعلى الزوج أن يعدل بين زوجاته، ولا يكفي أن يوفر لها أسباب الراحة والرفاهية المادية، بل لا بد أن يوفر لها الراحة النفسية، بأن يعدل بينها وبين ضرتها في المبيت.

وإذا كان الزوج عادلاً والظلم مصدره الزوجة بفعل غيرتها ونحوه، فننصح الزوج بمناصحتها بأن ما تفعله ظلم وحرام، كما ننصحه بالصبر عليها، والإحسان إليها، فإنه إن فعل ذلك فلا يزال معه من الله نصير عليها، وكأنما يسفها المل أي (الرماد الحار) كما ورد بذلك الحديث، كما نوصيه بالعدل بينها وبين ضرتها مهما أساءت إليه، فإن هذا حقها، وأما الزوجة فننصحها بأن تتقي الله في زوجها فإنها مأمورة بطاعته واحترامه، وعدم إيذائه ولا ينبغي لها أن تكفر عشرته وتنكر فضله، كما لا يجوز لها ذكره بما يكره في غيبته فهذه غيبة محرمة، ومثلها كمثل من يأكل لحم أخيه ميتاً، وإن كان هناك ظلم من زوجها فلها أن تطلب منه رفع ذلك الظلم عنها، ولها أن ترفع أمرها إلى من ينصفها من قاض ونحوه، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني