الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يفعل المسلم عند الكرب والشدائد

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر34 غير متزوج خرجت من الثانية من الجامعة علوم بسبب مشكل مع حنجرتي عانيت منه 12 سنة وكل أصحابي الذين كنت أعرفهم تخرجوا، وأنا الآن أعاني من البطالة مما سبب لي حزنا، قرأت في كتاب الفرج بعد الشدة انه إذا قرأت سورة الشمس 7 مرات وسورة الليل 7مرات فإنك ترى الحل خلال 7 أيام مع عدم النوم بجانب امرأة وقد فعلتها لكن نمت بجانب الوالدة لأني خفت، فأرجو أن تشرحوا لي من يأتي بالحل و هل فيه خطورة كأن يمرض الإنسان او يصاب بمكروه وهل يرى حلا مرضيا وهل من طريقة أخرى يرى فيها الحل في المنام مع النوم بجانب الوالدة يمكن فعلها كلما دعت الضرورة دون الإصابة بمكروه؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أنه لا ينبغي الاعتماد على كتاب "الفرج بعد الشدة"؛ لأنه كتاب أراد به صاحبه -كما هو ظاهر من العنوان- أن يخفف عن المكروب وينفس عن المحزون الذي وقع في ورطة، فذكر جملة من القصص والوقائع من مختلف العصور ما صح منها وما لم يصح. وهو معدود في كتب الأدب وكتب التسلية والهزليات.

وما قلت إنك فعلته من قراءة سورة الشمس 7 مرات وسورة الليل 7 مرات إلى آخر ما بينته، فإنه‏ لم يثبت به دليل شرعي. وإذا كان كذلك فإن فعله يعتبر بدعة إضافية لا تجوز. فلا تعد إلى هذا الفعل، وانأ بنفسك عن مثله في المستقبل.

ثم اعلم أن للكرب والشدائد التي تنزل بالمسلم أدعية وأذكارا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم تستطيع الرجوع إليها في كتاب الأذكار للإمام النووي.

واعلم كذلك أن الله عز وجل وعد المؤمنين الذين أصابهم غم وهمٌّ أنهم إذا قالوا لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، نجاهم مما هم فيه من غم وهم، وذلك حين ذكر سبحانه قصة يونس عليه السلام الذي التقمه الحوت إذ قال تعالى: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ {الأنبياء:87-88}. يعني ننجي المؤمنين الذين قالوا كما قال يونس وهو في بطن الحوت.

فتوجه إلى الله بالدعاء وبالأعمال الصالحة، وقو ثقتك به تجده خير مسؤول، وهو وحده الذي عنده الفرج من كل الأمور، وهو الذي يأتي بالحل.

وأما مثل هذه الخرافات فلا ينبغي للعاقل أن يشغل نفسه بها.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني