الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعاصي السالفة لا تمنع إجابة الدعاء

السؤال

كيف يعرف الإنسان أن الله قبل توبته وغفر له معصية ارتكبها فى حق نفسه وخاصة أن هذا الشخص نادم جدا ولا يستطيع أن يسامح نفسه على مافعله وأنه دائم الإحساس بالذنب. وإذا دعا الله لحاجة من حوائج الدنيا في غير معصية والتي يتمنى الحصول عليها فهل يمكن أن يجيب الله دعاءه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد تقدم في الجواب رقم: 5646 بيان شروط التوبة، والدليل على أن من تاب حقا تاب الله عليه، وأن شدة الندم، وحرقة القلب على ما فرط في جنب الله من أمارات صدق توبة العبد.
أما إمكان استجابة دعاء العاصي في الأمور الدنيوية، فلا شك فيها، فإن الله تعالى يستجيب لمن يشاء، ولا يمنعه من استجابة دعاء العبد كثرة ذنوبه، قال سفيان بن عيينة: لا يمنعنّ أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه، فإن الله عز وجل أجاب دعاء شر الخلق إبليس لعنه الله إذ قال: (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) [الحجر:36-37].
وما ورد من أن من الذنوب ما يحول دون استجابة الدعاء في بعض الأحيان، ينبغي أن يحمل على الذنوب التي لم يتب منها صاحبها توبة نصوحاً، مستوفية جميع الشروط، لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ومن ذلك ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أيها الناس: إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا … " الخ الحديث، وفيه: " ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السماء يارب يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك" أخرجه مسلم.
فعلى الداعي أن يكون مطعمه حلالا، وكذلك مسكنه وملبسه، وكل ما معه، لأن ذلك مما يعين على استجابة الدعاء.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني