الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يفعله من تأخر شفاؤه بعد القيام بالرقية

السؤال

لي أخت مبتلاة بمس قمنا لها برقية شرعية مرتين تحسنت بعدها ولا تصرع لفترة قصيرة ثم تعود إلى حالتها الأولى وفى كل مرة يتكلم الجني على لسانها ويقول إنه خرج ثم عاد وأنه لا يستطيع الخروج لأن ساحرا أرسله فقرأنا عليها رقية السحر (آيات الأعراف, يونس, طه, آية الكرسي, الفاتحة, والمعوذتين والأدعية المأثورة في ذلك)، وكانت النتيجة أن الجن قال إنه أسلم ويحبها في الله وحاول جاهدا الخروج منها حتى أنه كان يقول اللهم أخرجني منها بسلام واغفر لي ولها ثم طالت محاولته لساعات حتي نال منها الجهد ثم قال لا أستطيع الخروج وهي قد أكلت شيئا حاولت مراراً التقيؤ دون جدوى وقد تكلم الجن وطلب منا أن نقرأ عليه خواتيم سورة البقرة وكان يطلب منا عادة بعض الآيات مثل "ولا يفلح الساحر حيث أتى" و "وهو العلي العظيم" وطلب أن نؤذن في أذنه ووضعنا أمامه الماء المقروء عليه فقامت واغتسلت بنفسها وشربت وحدها على السنة وتوضأت من ذلك الماء، وعند قراءة آية طه "فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى" يقول: نعم نعم ثعبان، وكانت تتلوى حينها كالثعبان، وكذلك كلما ذكرت كلمة" الثعبان" من آيات يونس والأعراف، في النهاية نال منها الإعياء ونامت دون نتيجة، مع العلم أننا قرأنا عليها مباشرة مع النفث على الماء وشربته واغتسلت به دون وضع ورق السدر، وقبل أن نرقيها قالت إنها تحس أحيانا وهي نائمة أن هناك من يجامعها وهي قلقة من ذلك وهي الآن مقبلة على الزواج وهذه الأخت والحمد لله ملتزمة وتحافظ على صلواتها وأذكارها وقراءة القرآن، فنرجو منكم إفادتنا بالطريقة السليمة، وهل يمكن أن تشفى دون أن يزال أصل السحر، أي ما أكلته أو ما دفن والاكتفاء بالقراءة، مع إحاطتكم علماً باننا أخذنا الرقية من فتاوى الشيخين ابن باز وابن عثيمين، وأننا في تونس ليس لنا عيادات للرقية ولا شيوخ يقومون بذلك ونخاف اللجوء إلى غير الثقات فنقع في الشرك، فأفيدونا أفادكم الله؟ والرجاء الإسراع بالإجابة الخاصة نظراً لتعقيد الحالة... جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يفرج عن هذه الأخت ويشفيها ويصلح أمورها، ونعتذر لكم عن الإتيان بحل شاف للقضية، لأنه ليس عندنا متخصصون في مجال الرقية، ونهنئكم بما أكرمكم الله به من البعد عن مراجعة المشعوذين، والحرص على التمسك بالسنة، والأخذ من كتب علماء السنة المعتبرين، ثم إنا نفيدكم أن الجني قد يكذب فيما يقوله، فلا يعتمد على أقواله، ولا ينبغي أن يكون سبب قلق لكم، وأما تأخر الشفاء بعد القيام بالرقية فينبغي لكم أن تعالجوه بأمرين:

أولهما: الصبر على مواصلة الرقية وعدم الاستعجال، ومواصلة الدعاء، ففي الحديث: يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله: ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت فلم أر يستجيب، فيستحسر ويدع الدعاء. رواه مسلم.

ويمكن أن تأخذ شيئا من ماء زمزم ومن زيت الزيتون وتقرأ عليهما الرقية الشرعية، ثم تشرب زمزم وتأكل الزيت وتدهن به، ويحسن أن تأكل كل صباح سبع تمرات من تمر المدينة إن تيسر وإلا فمن أي تمر، وخذوا سبع ورقات من ورق السدر واجعلوها في ماء وتقرأ عليه الرقية ثم تشرب منها الأخت وتغتسل به، ويتعين إكثار الوالدين الدعاء لها إضافة إلى الدعوة بظهر الغيب، لأن دعوة الوالد والدعوة بظهر الغيب من الدعوات المستجابات كما هو منصوص في الأحاديث الثابتة.

وأما الأمر الثاني: فهو تطهير البيت الذي تسكن فيه الأخت وتقرأ فيه الرقية من جميع أنواع المعاصي، فلا يفتح فيه جهاز تسمع فيه الموسيقى، ولا تكون هناك صور، إضافة إلى البعد عن جميع المعاصي، لأن المعصية قد تسبب تأخر استجابة الدعاء، هذا ويمكن أن تراجعوا بعض الرقاة المعروفيين بالاستقامة على السنة كالشيخ وحيد عبد السلام بالي أو غيره، فيمكن الاتصال بهم عن طريق مواقعهم في الإنترنت واستشارتهم في الأمر، وراجعوا في أسباب استجابة الدعاء، وفي بعض الرقى النافعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 80694، 80844، 72672، 58076، 75084، 32655.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني