الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة وعدم القنوط من رحمة الله

السؤال

أنا أسرفت في حق الناس وحق الله واستحللت مالا ليس بمالي وحين أردت العودة إلي الله بإعطاء كل ذي حق حقه كل الأمور ضدي لم تتيسر بل ازددت دينا، سؤالي هو: أنا أشعر بأن الله لا يقبل توبتي ولا يريدني من أهل الجنة لأني كل ما أحاول أن أصلح غلطي يفتح لي أشياء تجعلني لا أستطيع أن أصلح غلطي، والآن أشعر بيأس شديد ولا أعرف ماذا أفعل، حزين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله تعالى يقبل التوبة ممن تاب إليه مخلصاً مستجمعاً شرائط التوبة، فقد قال سبحانه وتعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}، وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، ومن شروط التوبة الصادقة رد الحقوق إلى أصحابها، لما في الحديث: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه الإمام أحمد.

وفي الحديث: من كان عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. رواه البخاري.

وننصحك بالاستعانة بالله في أداء الحقوق حتى تقضي جميع ما عليك، وإياك والقنوط والملل من الدعاء، ففي الحديث: يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل. رواه مسلم. وراجع في أدعية قضاء الدين وفي شروط التوبة والتحلل من المظالم الفتاوى ذات الأرقام التالية: 74572، 68104، 70322، 71377، 73937، 48858.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني