الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عوائد الناس وأساليب خطابهم لا تعتبر من البدع

السؤال

سألتكم سؤالا وأجبتوني ورقم السؤال هو 2147620 وقلتم فيه إن البدعة لها إطلاق لغوي وإطلاق شرعي، السؤال هو: هل نهى الله والمصطفى صلى الله عليه وسلم عن الإطلاق الشرعي وأباح الإطلاق اللغوي للبدعة أم حرمت البدعة بجميع اطلاقاتها؟ جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم حرج في البدعة المحدثة في الدين، كما يدل حديث مسلم: من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد. وأما المحدثات في عوائد الناس وأساليب خطابهم فلا تعتبر من البدع المحدثة في الشرع إن لم يأت في الشرع ما يفيد الحرج فيها؛ بل هي من المسكوت عنه الباقي على أصله في الحل، فقد ذكر أهل العلم أن من أول البدع المحدثة بعد النبي صلى الله عليه وسلم منخل الدقيق، كما قال الناظم:

أول بدعة على التحقيق * بعد النبي منخل الدقيق

ومع هذا لا يعلم من بدع من استعمل المنخل في إعداد طعامه، وكذلك الألقاب العلمية والتقديرية لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، فلم يكن هناك حافظ ولا حجة ولا إمام ولا شيخ إسلام ولا سلطان علماء ولا جمال الدين ولا محي الدين، ومع ذلك لا نعلم من يبدع بها، وكذلك إطلاق كلمة الشيخ على أحد علماء الشباب ليس فيها محظور شرعي ولا تعتبر من الناحية الشرعية بدعة، بل إن الظاهر أنها ليست بدعة لغوية، فقد قال صاحب اللسان: شيخته: دعوته شيخا للتبجيل، وكذا قال صاحب القاموس: ولكن الأغلب في اللغة إطلاق الشيخ على من استبانت فيه السن، أو من خمسين إلى ما فوق؛ كما في اللسان والقاموس. وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 55923، 46424، 17613، 30929.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني