[ ص: 59 ] باب مكة ولم يدخل فيما عقد من الأمان من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله يوم فتح
أخبرنا رحمه الله، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، أحمد بن المفضل، قال: حدثنا أسباط بن نصر الهمداني، قال: زعم السدي، عن عن أبيه، قال: " مصعب بن سعد، مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين، وقال: " اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح " فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعيد بن حريث فسبق وعمار بن ياسر سعيد عمارا وكان أشب الرجلين فقتله.
وأما مقيس بن صبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه.
وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف، فقال أهل السفينة لأهل السفينة: أخلصوا فإن إلهكم لا يغني عنكم شيئا هاهنا، فقال عكرمة: والله لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص ما ينجي في البر غيره، اللهم إن لك علي عهدا إن [ ص: 60 ] أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يديه، فلأجدنه عفوا كريما، فجاء فأسلم.
وأما فإنه اختبأ عند عبد الله بن سعد بن أبي سرح فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله: بايع عثمان بن عفان، فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا، كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه، فقال: "أما فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته ليقتله" ، قال: ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك، هلا أومأت إلينا بعينك، قال: "إنه لا ينبغي أن تكون لنبي خائنة أعين". عبد الله، لما كان يوم فتح