الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
951 - حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن يزيد الكوفي العجلي ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا الصلت بن مطر ، عن قدامة بن حماطة ابن أخت سهم بن منجاب قال : سمعت سهم بن منجاب قال : غزونا مع العلاء بن الحضرمي دارين فدعا بثلاث دعوات ، فاستجيب له فيهن : نزلنا منزلا ، فطلب الماء أن يتوضأ ، فلم يجده ، فقام ، فصلى ركعتين ، وقال : اللهم إنا عبيدك وفي سبيلك نقاتل عدوك ، اللهم اسقنا غيثا نتوضأ منه ونشرب ، فإذا توضأنا لم يكن لأحد فيه نصيب غيرنا ، فسرنا قليلا فإذا نحن بماء حين أقلعت عنه السماء فتوضأنا منه ، وتزودنا وملئت أدواتي وتركتها مكانها ، حتى أنظر هل استجيب له أم لا ؟ فسرنا قليلا ثم قلت لأصحابي : نسيت أدواتي ، فجئت إلى ذلك المكان ، فكأنه لم يصب ماء قط ، ثم سرنا حتى أتينا دارين والبحر بيننا وبينهم ، فقال : يا حليم ، يا علي ، يا عظيم ، إنا عبيدك وفي سبيلك نقاتل عدوك ، اللهم فاجعل لنا إليهم سبيلا ، فتقحم بنا البحر ، فخضنا ما بلغ لبودنا ، فخرجنا إليهم ، فلما رجعنا أخذه وجع البطن ، فمات فطلبنا ماء نغسله ، فلم نجده ، فلففناه في ثيابه ، ودفناه ، فسرنا غير بعيد ، فإذا نحن بماء كثير فقال بعضنا لبعض : لو رجعنا فاستخرجناه ثم غسلناه ، فرجعنا فطلبناه ، فلم نجده ، فقال رجل من القوم : إني سمعته يقول : يا علي ، يا حكيم ، يا عظيم ، اخف عليهم موتي أو كلمة غيرها ولا تطلع على عورتي أحدا ، فرجعناه وتركناه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية