145 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص بن جعفر العطار ، قال : حدثنا أبو يوسف محمد بن المثنى الدينوري ، قال : حدثنا أبو بكر [ ص: 340 ] محمد بن عمران بن موسى الدينوري ، قال : حدثنا أبو أحمد الأسدي ، قال : دخلت على رضي الله عنه وسألته فقلت : يا أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل أبا عبد الله ، فما أجابني بشيء ، ثم أعدت عليه المسألة ، فما أجابني فيها بشيء ، قال : ثم خرجت في سفري إلى لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق ؟ مكة ، فصارت البادية في طريقي على شبه الحبس من شدة الفكرة في أمره ، قال : فدخلت إلى مكة ، فقطع بي الطواف ، فخرجت إلى بئر زمزم ، وقبة الشراب ، فصليت فيها ركعتين ، ثم نعست فرأيت رب العزة تبارك وتعالى في [ ص: 341 ] منامي ، فكان آخر ما قلت له : إلهي ، قراءتي بكلامك غير مخلوق ؟ قال : نعم . قال : فقوي عزمي ، فلما قضيت حجي وسفري ، دخلت بغداد وقد تغير تغيرا شديدا ، فقلت له : يا أبو عبد الله لفظي بالقرآن مخلوق ؟ أو غير مخلوق ؟ فانبسط إلي وقال : " ما حالك ، توجه القرآن على خمس جهات : حفظ بالقلب ، وتلاوة باللسان ، وسمع بالأذن ، وبصر بعين ، وخط بيد ؟ " فأشكل علي قوله ، وبقيت فيه متحيرا ، فقال لي : " ما حالك ، القلب مخلوق ، والمحفوظ به غير مخلوق ، واللسان مخلوق ، والمتلو به غير مخلوق ، والأذن مخلوق ، والمسموع إليه غير مخلوق ، والعين مخلوق ، والمنظور إليه منه غير مخلوق " ، قال : فقلت : يا أبا عبد الله العين تنظر إلى السواد في الورق ؟ فقال لي : " مه ، أصح شيء في هذا خبر أبا عبد الله نافع ، عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عمر ، " لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو " ، ولم يذكر حبرا ولا ورقا " ، قال : ثم رجع معي إلى باب الدار وهو يكلمني بهذا ، إذ أتته امرأة معها رجل ، فقال : يا قد ذهبت إلى أبا عبد الله فما أجابها في المسألة ، وتحب أن تسألك ، فقال لها : وما مسألتك ؟ ، قالت : مسألتي أن زوجي حلف بالطلاق أنه لا يكلم جارا له سنة ، فمر به بعد أيام وهو يقرأ فلحن ، فرد عليه ، قال : فحرمت من هذا إلى غيره ؟ قال : " لا ، قال : فاذهب فإنك لم تحنث ، إنك كلمته كلام الخالق دون المخلوقين " . عبد الوهاب ،