وقوله: أفلم يهد لهم يبين لهم إذا نظروا (كم أهلكنا) و (كم) في موضع نصب لا يكون غيره ومثله في الكلام: أولم يبين لك من يعمل خيرا يجز به، فجملة الكلام فيها معنى رفع. ومثله أن تقول: قد تبين لي أقام عبد الله أم زيد، في الاستفهام معنى رفع. وكذلك قوله:
سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون فيه شيء يرفع (سواء عليكم) ، لا يظهر مع الاستفهام.
ولو قلت: سواء عليكم صمتكم ودعاؤكم تبين الرفع الذي في الجملة.
وقوله: يمشون في مساكنهم يعني أهل مكة. وكانوا يتجرون ويسيرن في مساكن عاد وثمود، فيمرون فيها. فالمشي لكفار أهل مكة (والمساكن) للمهلكين. فقال: أفلم يخافوا أن يقع بهم ما وقع بالذين رأوا مساكنهم وآثار عذابهم.
وقوله: ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى يريد: ولولا كلمة وأجل مسمى لكان لزاما (مقدم ومؤخر) وهو- فيما ذكروا- ما نزل بهم في وقعة بدر من القتل.


