الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن سورة الأحقاف

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم:

                                                                                                                                                                                                                                      قوله عز وجل: أرأيتم ما تدعون من دون الله  ثم قال: أروني ماذا خلقوا  ولم يقل: خلقت، ولا خلقن لأنه إنما أراد الأصنام، فجعل فعلهم كفعل الناس وأشباههم لأن الأصنام تكلم وتعبد وتعتاد وتعظم كما تعظم الأمراء وأشباههم، فذهب بها إلى مثل الناس.

                                                                                                                                                                                                                                      وهي في قراءة عبد الله [بن مسعود] : من تعبدون من دون الله، فجعلها (من) ، فهذا تصريح بشبه الناس في الفعل وفي الاسم. وفي قراءة عبد الله : أريتكم، وعامة ما في قراءته من قول الله أريت، [ ص: 50 ] وأريتم فهي في قراءة عبد الله بالكاف، حتى إن في قراءته: " أريتك الذي يكذب بالدين " .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أو أثارة من علم .

                                                                                                                                                                                                                                      قرأها العوام: " أثارة " ، وقرأها بعضهم قال: قرأ أبو عبد الرحمن فيما أعلم و " أثرة " خفيفة. وقد ذكر عن بعض القراء أثرة. والمعنى فيهن كلهن: بقية من علم، أو شيء مأثور من كتب الأولين.

                                                                                                                                                                                                                                      فمن قرأ " أثارة " فهو كالمصدر مثل قولك : السماحة، والشجاعة.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ " أثرة " فإنه بناه على الأثر، كما قيل: قترة .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ " أثرة " كأن أراد مثل قوله: إلا من خطف الخطفة ، والرجفة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية