الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن سورة محمد صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      قوله عز وجل: فضرب الرقاب  

                                                                                                                                                                                                                                      نصب على الأمر، والذي نصب به مضمر، وكذلك كل أمر أظهرت فيه الأسماء، وتركت الأفعال فانصب فيه الأسماء، وذكر: أنه أدب من الله وتعليم للمؤمنين للقتال .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فإما منا بعد وإما فداء .

                                                                                                                                                                                                                                      منصوب أيضا على فعل مضمر، فإما أن تمنوا، وإما أن تفدوا فالمن: أن تترك الأسير بغير فداء، والفداء: أن يفدي المأسور نفسه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: حتى تضع الحرب أوزارها .

                                                                                                                                                                                                                                      آثامها وشركها حتى لا يبقى إلا مسلم، أو مسالم. والهاء التي في أوزارها تكون للحرب [ ص: 58 ] وأنت تعني: أوزار أهلها، وتكون لأهل الشرك خاصة، كقولك: حتى تنفي الحرب أوزار المشركين.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم بملائكة غيركم، ويقال: بغير قتال، ولكن ليبلو بعضكم ببعض، المؤمن بالكافر، والكافر بالمؤمن.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: (والذين قاتلوا في سبيل الله) قرأها الأعمش وعاصم وزيد بن ثابت [حدثنا محمد] حدثنا الفراء قال: حدثني بذلك محمد بن الفضل الخراساني عن [عطاء عن أبي] عبد الرحمن عن زيد بن ثابت: قاتلوا ، وقرأها الحسن: " قتلوا" مشددة، وقد خففها بعضهم فقال: قتلوا مخفف، وكل ذلك صواب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية