ومن سورة محمد صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل: فضرب الرقاب
نصب على الأمر، والذي نصب به مضمر، وكذلك كل أمر أظهرت فيه الأسماء، وتركت الأفعال فانصب فيه الأسماء، وذكر: أنه أدب من الله وتعليم للمؤمنين للقتال .
وقوله: فإما منا بعد وإما فداء .
منصوب أيضا على فعل مضمر، فإما أن تمنوا، وإما أن تفدوا فالمن: أن تترك الأسير بغير فداء، والفداء: أن يفدي المأسور نفسه.
وقوله: حتى تضع الحرب أوزارها .
آثامها وشركها حتى لا يبقى إلا مسلم، أو مسالم. والهاء التي في أوزارها تكون للحرب [ ص: 58 ] وأنت تعني: أوزار أهلها، وتكون لأهل الشرك خاصة، كقولك: حتى تنفي الحرب أوزار المشركين.
وقوله: ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم بملائكة غيركم، ويقال: بغير قتال، ولكن ليبلو بعضكم ببعض، المؤمن بالكافر، والكافر بالمؤمن.
وقوله: (والذين قاتلوا في سبيل الله) قرأها الأعمش وعاصم وزيد بن ثابت [حدثنا محمد] حدثنا الفراء قال: حدثني بذلك محمد بن الفضل الخراساني عن [عطاء عن أبي] عبد الرحمن عن زيد بن ثابت: قاتلوا ، وقرأها الحسن: " قتلوا" مشددة، وقد خففها بعضهم فقال: قتلوا مخفف، وكل ذلك صواب.


