الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها  

                                                                                                                                                                                                                                      (أن) مفتوحة في القراءة كلها. حدثنا الفراء قال: وحدثني أبو جعفر الرؤاسي قال: قلت لأبي عمرو بن العلاء: ما هذه الفاء التي في قوله: فقد جاء أشراطها ؟ قال: جواب للجزاء.

                                                                                                                                                                                                                                      قال: قلت: إنها (أن تأتيهم) مفتوحة؟ قال: فقال: معاذ الله إنما هي (إن تأتهم) . قال الفراء:

                                                                                                                                                                                                                                      فظننت أنه أخذها عن أهل مكة لأنه عليهم قرأ، وهي أيضا في بعض مصاحف الكوفيين: تأتهم بسينة واحدة ، ولم يقرأ بها أحد منهم، وهو من المكرر: هل ينظرون إلا الساعة، هل ينظرون إلا أن تأتيهم بغتة. والدليل على ذلك أن التي في الزخرف في قراءة عبد الله: " هل ينظرون إلا أن تأتيهم الساعة " ومثله: ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لولا أن تطؤوهم فأن في موضع رفع عند الفتح، وأن في الزخرف- وهاهنا نصب مردودة على الساعة، والجزم جائز تجعل: هل ينظرون إلا الساعة مكتفيا، ثم تبتدئ: إن تأتهم، وتجيئها بالفاء على الجزاء، والجزم جائز .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم .

                                                                                                                                                                                                                                      ذكراهم في موضع رفع بلهم، والمعنى: فأنى لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة؟ ومثله:

                                                                                                                                                                                                                                      يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى أي: ليس ينفعه ذكره، ولا ندامته [ ص: 62 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية