الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما أنت عليهم بجبار  

                                                                                                                                                                                                                                      يقول: لست عليهم بمسلط، جعل الجبار في موضع السلطان من الجبرية، قال أنشدني المفضل:


                                                                                                                                                                                                                                      ويوم الحزن إذ حشدت معد وكان الناس إلا نحن دينا     عصينا عزمة الجبار حتى
                                                                                                                                                                                                                                      صبحنا الجوف ألفا معلمينا



                                                                                                                                                                                                                                      أراد بالجبار: المنذر لولايته .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الكلبي بإسناده: لست عليهم بجبار يقول: لم تبعث لتجبرهم على الإسلام والهدى إنما بعثت مذكرا فذكر، وذلك قبل أن يؤمر بقتالهم.

                                                                                                                                                                                                                                      والعرب لا تقول: فعال من أفعلت، لا يقولون: هذا خراج ولا دخال، يريدون مدخل ولا مخرج من أدخلت وأخرجت، إنما يقولون: دخال من دخلت، وفعال من فعلت. وقد قالت العرب: دراك من أدركت، وهو شاذ، فإن حملت الجبار على هذا المعنى فهو وجه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقد سمعت بعض العرب يقول: جبره على الأمر يريد: أجبره، فالجبار من هذه اللغة صحيح يراد به : يقهرهم ويجبرهم [ ص: 82 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية