الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تبارك وتعالى: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم   :

                                                                                                                                                                                                                                      قرأها عبد الله بن مسعود: واتبعتهم ذريتهم ألحقنا بهم ذريتهم على التوحيد [ ص: 92 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      قال حدثنا محمد بن الجهم قال: حدثنا الفراء قال: حدثني قيس والمفضل الضبي عن الأعمش عن إبراهيم، فأما المفضل فقال عن علقمة عن عبد الله، وقال قيس عن رجل عن عبد الله قال: قرأ رجل على عبد الله " والذين آمنوا واتبعهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم " . قال: فجعل عبد الله يقرؤها بالتوحيد. قال: حتى رددها عليه نحوا من عشرين مرة لا يقول ليس كما يقول وقرأها الحسن: كلتيهما بالجمع، وقرأ بعض أهل الحجاز، الأولى بالتوحيد، والثانية بالجمع ، ومعنى قوله: (اتبعتهم ذريتهم) يقال: إذا دخل أهل الجنة الجنة فإن كان الوالد أرفع درجة من ابنه رفع ابنه إليه، وإن كان الولد أرفع رفع والده إليه :

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله عز وجل: وما ألتناهم :

                                                                                                                                                                                                                                      الألت: النقص، وفيه لغة أخرى: (وما لتناهم من عملهم من شيء) ، وكذلك هي في قراءة عبد الله، وأبي بن كعب قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      أبلغ بني ثعل عني مغلغلة جهد الرسالة لا ألتا ولا كذبا



                                                                                                                                                                                                                                      يقول: لا نقصان، ولا زيادة، وقال الآخر:


                                                                                                                                                                                                                                      وليلة ذات ندى سريت     ولم يلتني عن سراها ليت

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 93 ] والليت هاهنا مصدر لم يثنني عنها نقص بي ولا عجز عنها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية