الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: (خاشعا أبصارهم)

                                                                                                                                                                                                                                      إذا تقدم الفعل قبل اسم مؤنث، وهو له أو قبل جمع مؤنث مثل: الأبصار، والأعمار وما أشبهها- جاز تأنيث الفعل وتذكيره وجمعه، وقد أتى بذلك في هذا الحرف، فقرأه ابن عباس (خاشعا) .

                                                                                                                                                                                                                                      [حدثني محمد بن الجهم قال] حدثنا الفراء قال: وحدثني هشيم وأبو معاوية عن وائل ابن داود عن مسلم بن يسار عن ابن عباس أنه قرأها (خاشعا) .

                                                                                                                                                                                                                                      [حدثني محمد قال] حدثنا الفراء قال: وحدثني هشيم عن عوف الأعرابي عن الحسن وأبي رجاء العطاردي أن أحدهما قال: (خاشعا) والآخر (خشعا) .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الفراء: وهي في قراءة عبد الله (خاشعة أبصارهم) . وقراءة الناس بعد خشعا أبصارهم   .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      وشباب حسن أوجههم من إياد بن نزار بن معد



                                                                                                                                                                                                                                      وقال الآخر.


                                                                                                                                                                                                                                      يرمي الفجاج بها الركبان معترضا     أعناق بزلها مرخى لها الجدل

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 106 ] قال الفراء: الجدل: جمع الجديل، وهو الزمام، فلو قال: معترضات، أو معترضة لكان صوابا، مرخاة ومرخيات.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية