الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: والنجم والشجر يسجدان  النجم: ما نجم مثل: العشب، والبقل وشبهه. والشجر: ما قام على ساق. ثم قال: يسجدان، وسجودهما: أنهما يستقبلان الشمس إذا طلعت، ثم يميلان معها حتى ينكسر الفيء، والعرب إذا جمعت الجمعين من غير الناس مثل: السدر، والنخل جعلوا فعلهما واحدا، فيقولون: الشاء والنعم قد أقبل، والنخل والسدر قد ارتوى، فهذا أكثر كلامهم، وتثنيته جائزة.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الكسائي: سمعت العرب تقول: مرت بنا غنمان سودان وسود.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الفراء: وسود أجود من سودان لأنه نعت تأتي على الاثنين، فإذا كان أحد الاثنين مؤنثا مثل: الشاء والإبل قالوا: الشاء والإبل مقبلة لأن الشاء ذكر، والإبل أنثى، ولو قلت:

                                                                                                                                                                                                                                      مقبلان لجاز، ولو قلت: مقبلتان تذهب إلى تأنيث الشاء مع تأنيث الإبل كان صوابا، إلا أن التوحيد أكثر وأجود.

                                                                                                                                                                                                                                      فإذا قلت: هؤلاء قومك وإبلهم قد أقبلوا ذهبت بالفعل إلى الناس خاصة لأن الفعل لهم، وهم الذين يقبلون بالإبل، ولو أردت إقبال هؤلاء وهؤلاء لجاز- قد أقبلوا لأن الناس إذا خالطهم شيء من البهائم، صار فعلهم كفعل الناس كما قال:

                                                                                                                                                                                                                                      ونبئهم أن الماء قسمة بينهم فصارت الناقة بمنزلة الناس [ ص: 113 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      ومنه قول الله عز وجل: فمنهم من يمشي على بطنه ، و " من " إنما تكون للناس، فلما فسرهم وقد كانوا اجتمعوا في قوله: والله خلق كل دابة من ماء فسرهم بتفسير الناس.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية