وقوله: والحب ذو العصف والريحان خفضها الأعمش، ورفعها الناس .
فمن خفض أراد: ذو العصف وذو الريحان، ومن رفع الريحان جعله تابعا لذو. و العصف، فيما ذكروا: بقل الزرع لأن العرب تقول: خرجنا نعصف الزرع إذا قطعوا منه شيئا قبل أن يدرك فذلك العصف، والريحان هو رزقه، والحب هو الذي يؤكل منه. والريحان في كلام العرب:
[ ص: 114 ] الرزق، ويقولون: خرجنا نطلب ريحان الله. الرزق عندهم ، وقال بعضهم: ذو العصف المأكول من الحب، والريحان: الصحيح الذي لم يؤكل.
ولو قرأ قارئ: " والحب ذا العصف والريحان " لكان جائزا، أي: خلق ذا وذا، وهي في مصاحف أهل الشام: والحب ذا العصف، ولم نسمع بها قارئا، كما أن في بعض مصاحف أهل الكوفة:
" والجار ذا القربى " ولم يقرأ به أحد، وربما كتب الحرف على جهة واحدة، وهو في ذلك يقرأ بالوجوه.
وبلغني: أن كتاب علي بن أبي طالب رحمه الله كان مكتوبا: هذا كتاب من علي بن أبو طالب كتابها: أبو. في كل الجهات، وهي تعرب في الكلام إذا قرئت.


