الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وحور عين  

                                                                                                                                                                                                                                      خفضها أصحاب عبد الله وهو وجه العربية، وإن كان أكثر القراء على الرفع لأنهم هابوا أن يجعلوا الحور العين يطاف بهن، فرفعوا على قولك: ولهم حور عين، أو عندهم حور عين. والخفض على أن تتبع آخر الكلام بأوله، وإن لم يحسن في آخره ما حسن في أوله، أنشدني بعض العرب:


                                                                                                                                                                                                                                      إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا



                                                                                                                                                                                                                                      فالعين لا تزجج إنما تكحل، فردها على الحواجب لأن المعنى يعرف، وأنشدني آخر:


                                                                                                                                                                                                                                      ولقيت زوجك في الوغى     متقلدا سيفا ورمحا



                                                                                                                                                                                                                                      والرمح لا يتقلد، فرده على السيف وقال آخر:


                                                                                                                                                                                                                                      تسمع للأحشاء منه لغطا     ولليدين جسأة وبددا

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 124 ] وأنشدني بعض بني دبير:


                                                                                                                                                                                                                                      علفتها تبنا وماء باردا     حتى شتت همالة عيناها



                                                                                                                                                                                                                                      والماء لا يعتلف إنما يشرب، فجعله تابعا للتبن، وقد كان ينبغي لمن قرأ: وحور عين لأنهن- زعم- لا يطاف بهن أن يقول: وفاكهة ولحم طير لأن الفاكهة واللحم لا يطاف بهما- ليس يطاف إلا بالخمر وحدها ففي ذلك بيان لأن الخفض وجه الكلام. وفي قراءة أبي بن كعب:

                                                                                                                                                                                                                                      وحورا عينا أراد الفعل الذي تجده في مثل هذا من الكلام كقول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      جئني بمثل بني بدر لقومهم     أو مثل أسرة منظور بن سيار



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية