الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لا بارد ولا كريم  

                                                                                                                                                                                                                                      وجه الكلام أن يكون خفضا متبعا لما قبله، ومثله: زيتونة لا شرقية ولا غربية . وكذلك: وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة ، ولو رفعت ما بعد لا لكان صوابا من كلام العرب، أنشدني بعضهم :


                                                                                                                                                                                                                                      وتريك وجها كالصحيفة، لا ظمآن مختلج، ولا جهم     كعقيلة الدر استضاء بها
                                                                                                                                                                                                                                      محراب عرش عزيزها العجم



                                                                                                                                                                                                                                      وقال آخر:


                                                                                                                                                                                                                                      ولقد أبيت من الفتاة بمنزل     فأبيت لا زان ولا محروم

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 127 ] يستأنفون بلا، فإذا ألقوها لم يكن إلا أن تتبع أول الكلام بآخره ، والعرب تجعل الكريم تابعا لكل شيء نفت عنه فعلا تنوي به الذم، يقال: أسمين هذا؟ فتقول: ما هو بسمين ولا كريم، وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية