جبل : الجبل : اسم لكل وتد من أوتاد الأرض إذا عظم وطال من الأعلام والأطواد والشناخيب ، وأما ما صغر وانفرد فهو من القنان ، [ ص: 70 ] والقور والأكم ، والجمع أجبل وأجبال وجبال . وأجبل القوم : صاروا إلى الجبل . وتجبلوا : دخلوا في الجبل ؛ واستعاره أبو النجم للمجد والشرف فقال :
وجبلا طال معدا فاشمخر أشم لا يسطيعه الناس الدهر
وأراد الدهر وهو مذكور في موضعه . : أجبل إذا صادف جبلا من الرمل ، وهو العريض الطويل ، وأحبل إذا صادف حبلا من الرمل ، وهو الدقيق الطويل ، وجبلة الجبل وجبلته : تأسيس خلقته التي جبل وخلق عليها . وأجبل الحافر : انتهى إلى جبل . وأجبل القوم إذا حفروا فبلغوا المكان الصلب ، قال ابن الأعرابي الأعشى :
وطال السنام على جبلة كخلقاء من هضبات الحضن
وفي حديث عكرمة : أن كان يسأله فسكت خالد فقال له خالدا الحذاء عكرمة : ما لك أجبلت ؟ أي : انقطعت من قولهم : أجبل الحافر إذا أفضى إلى الجبل أو الصخر الذي لا يحيك فيه المعول . وسألته فأجبل أي : وجدته جبلا ؛ عن ؛ قال ابن الأعرابي : هكذا حكاه وإنما المعروف في هذا أن يقال فيه فأجبلته . ابن سيده الفراء : الجبل سيد القوم وعالمهم . وأجبل الشاعر : صعب عليه القول ، كأنه انتهى إلى جبل منه ، وهو منه . وابنة الجبل : الحية ؛ لأن الجبل مأواها ؛ حكاه ؛ وأنشد ابن الأعرابي لسدوس بن ضباب :
إني إلى كل أيسار ونادبة أدعو حبيشا كما تدعى ابنة الجبل
أي أنوه به كما ينوه بابنة الجبل ؛ قال : ابنة الجبل تنطلق على عدة معان : أحدها أن يراد بها الصدى ، ويكون مدحا لسرعة إجابته ، كما قال ابن بري سدوس بن ضباب ، وأنشد البيت : كما تدعى ابنة الجبل ، وبعده :
إن تدعه موهنا يعجل بجابته عاري الأشاجع يسعى غير مشتمل
قال : ومثله قول الآخر :
كأني إذ دعوت بني سليم دعوت بدعوتي لهم الجبالا
قال : وقد يضرب ابنة الجبل الذي هو الصدى مثلا للرجل الإمعة المتابع الذي لا رأي له . وفي بعض الأمثال : كنت الجبل مهما يقل تقل . وابنة الجبل : الداهية ؛ لأنها تثقل كأنها جبل ، وعليه قول : الكميت
فإياكم إياكم وملمة يقول لها الكانون صمي ابنة الجبل
قال : وقيل : إن الأصل في ابنة الجبل هنا الحية التي لا تجيب الراقي . وابنة الجبل : القوس ، إذا كانت من النبع الذي يكون هناك ؛ لأنها من شجر الجبل ؛ قال : أنشد ابن بري وغيره : أبو العباس ثعلب
لا مال إلا العطاف توزره أم ثلاثين وابنة الجبل
ابنة الجبل : القوس ، والعطاف السيف ، كما يقال له الرداء ؛ قال : وعليه قول الآخر :
ولا مال لي إلا عطاف ومدرع لكم طرف منه جديد ولي طرف
ورجل مجبول : عظيم ، على التشبيه بالجبل ، وجبلة الأرض : صلابتها . والجبلة - بالضم - : السنام . والجبل : الساحة ؛ قال : كثير عزة
وأقوله للضيف أهلا ومرحبا وآمنه جارا وأوسعه جبلا
والجمع أجبل وجبول . وجبل الله الخلق يجبلهم ويجبلهم : خلقهم . وجبله على الشيء : طبعه . وجبل الإنسان على هذا الأمر أي : طبع عليه . وجبلة الشيء : طبيعته وأصله وما بني عليه . وجبلته وجبلته - بالفتح - ؛ عن كراع : خلقه . وقال ثعلب : الجبلة الخلقة ، وجمعها جبال ، قال : والعرب تقول : أجن الله جباله أي : جعله كالمجنون ، وهذا نص قوله . التهذيب في قولهم : أجن الله جباله ، قال : معناه أجن الله جبلته أي : خلقته ، وقال غيره : أجن الله جباله أي : الجبال التي يسكنها أي : أكثر الله فيها الجن . وفي حديث الدعاء : أسألك من خيرها وخير ما جبلت ، عليه أي : خلقت عليه وطبعت عليه . والجبلة - بالكسر - : الخلقة ؛ قال الأصمعي قيس بن الخطيم :
بين شكول النساء خلقتها قصد فلا جبلة ولا قضف
قال : الشكول الضروب ؛ قال : الذي في شعر ابن بري قيس بن الخطيم جبلة - بالفتح - قال : وهو الصحيح ، قال : وهو اسم الفاعل من جبل يجبل فهو جبل وجبل إذا غلظ ، والقضف : الدقة وقلة اللحم ، والجبلة : الغليظة ، يقال : جبلت فهي جبلة وجبلة . وثوب جيد الجبلة أي : الغزل والنسج والفتل . ورجل مجبول : غليظ الجبلة . وفي حديث : كان رجلا مجبولا ضخما ؛ المجبول المجتمع الخلق ، والجبل من السهام : الجافي البري ؛ عن ابن مسعود أبي حنيفة ؛ وأنشد في ذكر صائد : الكميت
وأهدى إليها من ذوات حفيرة بلا حظوة منها ولا مصفح جبل
والجبل : الضخم ، قال أبو الأسود العجلي :
علاكمه مثل الفنيق شملة وحافره في ذلك المحلب الجبل
والجبلة والجبلة والجبل والجبلة والجبيل والجبل والجبل والجبل والجبل كل ذلك : الأمة من الخلق ، والجماعة من الناس . وحي جبل : كثير ؛ قال أبو ذؤيب :
منايا يقربن الحتوف لأهلها جهارا ويستمتعن بالأنس الجبل
أي : الكثير . يقول : الناس كلهم متعة للموت يستمتع بهم ؛ قال : ويروى الجبل - بضم الجيم - قال : وكذا رواه ابن بري أبو عبيدة . : الجبل والعبر الناس الكثير . وقول الله - عز وجل - : الأصمعي ولقد أضل منكم جبلا كثيرا ؛ يقرأ جبلا عن أبي عمرو ، وجبلا عن [ ص: 71 ] ، وجبلا عن الكسائي ، الأعرج وعيسى بن عمر ، وجبلا - بالكسر والتشديد ، عن الحسن وابن أبي إسحاق ، قال : ويجوز أيضا جبل - بكسر الجيم وفتح الباء - جمع جبلة ، وجبل ، وهو في جميع هذه الوجوه : خلقا كثيرا . وقال أبو الهيثم : جبل وجبل وجبل وجبل ولم يعرف جبلا ، قال : وجبيل وجبلة لغات كلها . والجبلة : الخلقة . وفي التنزيل العزيز : والجبلة الأولين ؛ وقرأها الحسن - بالضم - والجمع الجبلات . التهذيب : قال الجبلة والجبلة تكسر وترفع مشددة كسرت أو رفعت ، وقال في قوله : الكسائي ولقد أضل منكم جبلا كثيرا ، قال : فإذا أردت جماع الجبيل قلت جبلا مثال قبيل وقبلا ، ولم يقرأ أحد جبلا . الليث : الجبل الخلق ، جبلهم الله فهم مجبولون ؛ وأنشد :
بحيث شد الجابل المجابلا
أي حيث شد أسر خلقهم . وكل أمة مضت على حدة فهي جبلة . والجبل : الشجر اليابس . ومال جبل : كثير ، قال الشاعر :
وحاجب كردسه في الحبل منا غلام كان غير وغل
حتى افتدى منه بمال جبل
قال : وروي بيت أبي ذؤيب :
ويستمتعن بالأنس الجبل
وقال : الأنس الإنس . والجبل الكثير . وحي جبل أي : كثير . والجبولاء : العصيدة ، وهي التي تقول لها العامة الكبولاء . والجبلة والجبلة : الوجه ، وقيل ما استقبلك ، وقيل جبلة الوجه بشرته . ورجل جبل الوجه : غليظ بشرة الوجه . ورجل جبل الرأس : غليظ جلدة الرأس والعظام ؛ قال الراجز :إذا رمينا جبلة الأشد بمقذف باق على المرد
ويقال : أنت جبل وجبل أي : قبيح . والمجبل في المنع . الجوهري : ويقال للرجل إذا كان غليظا : إنه لذو جبلة . وامرأة مجبال أي : غليظة الخلق . وشيء جبل - بكسر الباء - أي غليظ جاف ؛ وأنشد ابن بري لأبي المثلم :
صافي الحديدة لا نكس ولا جبل
ورجل جبيل الوجه : قبيحه ، وهو أيضا الغليظ جلدة الرأس والعظام . ويقال : فلان جبل من الجبال إذا كان عزيزا ، وعز فلان يزحم الجبال ؛ وأنشد :
أللبأس أم للجود أم لمقاوم من العز يزحمن الجبال الرواسيا ؟
وفلان ميمون العريكة والجبيلة والطبيعة . والجبل : القدح العظيم ؛ هذه عن أبي حنيفة : وأجبلته وجبلته أي : أجبرته . والجبلان : جبلا طيء : أجأ وسلمى . : آخر ملوك وجبلة بن الأيهم غسان . وجبل وجبيل وجبلة : أسماء . ويوم جبلة : معروف . وجبلة : موضع بنجد .