طفف : طف الشيء يطف طفا وأطف واستطف : دنا وتهيأ وأمكن ، وقيل : أشرف وبدا ليؤخذ ، والمعنيان متجاوران ، تقول العرب : خذ ما طف لك وأطف ، واستطف ، أي ما أشرف لك ، وقيل : ما ارتفع لك وأمكن ، وقيل : ما دنا وقرب ، ومثله : خذ ما دق لك واستدق ، أي ما تهيأ . قال في باب قناعة الرجل ببعض حاجته : يحكى عنهم " خذ ما طف لك ، ودع ما استطف لك " أي " ارض بما أمكنك منه . الكسائي الليث : أطف فلان لفلان ، إذا طبن له ، وأراد ختله ، وأنشد :
أطف لها شثن البنان جنادف
قال : واستطف لنا شيء ، أي : بدا لنا لنأخذه ; قال علقمة يصف ظليما :
يظل في الحنظل الخطبان ينقفه وما استطف من التنوم محذوم
وروى المنذري عن أبي الهيثم أنه أنشد بيت علقمة ، قال : الظليم ينقف رأس الحنظلة ليستخرج هبيده ويهتبده ، وهبيده شحمه ، ثم قال : والهبيد شحم الحنظل يستخرج ثم يجعل في الماء ويترك فيه أياما ، ثم يضرب ضربا شديدا ثم يخرج وقد نقصت مرارته ، ثم يشرر في الشمس ثم يطحن ويستخرج دهنه فيتداوى به ; وأنشد :
خذي حجريك فادقي هبيدا كلا كلبيك أعيا أن يصيدا
وأطفه هو : مكنه . ويقال : أطف لأنفه الموسى فصبر ; أي أدناه منه فقطعه . والطف : ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق ، مشتق من ذلك . وطف الفرات : شطه ، سمي بذلك لدنوه ; قال شبرمة بن الطفيل :
كأن أباريق المدام عليهم إوز بأعلى الطف عوج الحناجر
وقيل : الطف ساحل البحر وفناء الدار . والطف : اسم موضع بناحية الكوفة . وفي حديث مقتل الحسين ، عليه السلام : أنه يقتل بالطف ، سمي به لأنه طرف البر مما يلي الفرات ، وكانت تجري يومئذ قريبا منه . والطف : سفح الجبل أيضا . وفي حديث عرض نفسه على القبائل : أما أحدهما فطفوف البر وأرض العرب ، الطفوف : جمع طف ، وهو ساحل البحر ، وجانب البر . وأطف له بحجر : رفعه ليرميه . وطف له بحجر : أهوى إليه ليرميه . الجوهري : الطفاف ، والطفافة بالضم ما فوق المكيال . وطف المكوك ، وطففه ، وطفافه ، وطفافه ، مثل جمام المكوك وجمامه ، بالفتح والكسر : ما ملأ أصباره ، وفي المحكم : ما بقي فيه بعد المسح على رأسه ، في باب فعال ، وفعال . وقيل : هو ملؤه ، وكذلك كل إناء ، وقيل : طفاف الإناء أعلاه . والتطفيف : أن يؤخذ أعلاه ، ولا يتم كيله فهو طفان . وفي حديث حذيفة : أنه استسقى دهقانا ، فأتاه بقدح فضة ، فحذفه به ، فنكس الدهقان ، وطففه القدح ، أي علا رأسه وتعداه ، وتقول منه : طففته . وإناء طفان : بلغ الملء طفافه وقيل : طفان ملآن ، عن . وأطفه ، وطففه : أخذ ما عليه ، وقد أطففته . ويقال : هذا طف المكيال ، وطفافه ، وطفافه ، إذا قارب ملأه ، ولما يملأ ، ولهذا قيل للذي يسيء الكيل ولا يوفيه : مطفف ، يعني أنه إنما يبلغ به الطفاف . والطفافة : ما قصر عن ملء الإناء من شراب وغيره . وفي الحديث : ابن الأعرابي ، وهو أن يقرب أن يمتلئ ، فلا يفعل ، قال كلكم بنو آدم طف الصاع لم تملئوه ابن الأثير : المعنى كلكم في الانتساب إلى أب واحد - بمنزلة واحدة في النقص والتقاصر عن غاية التمام ، وشبههم في نقصانهم بالكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال ، ثم أعلمهم أن التفاضل ليس بالنسب ، ولكن بالتقوى ، وفي حديث آخر : . أي : كلكم قريب بعضكم من بعض ، فليس لأحد فضل على أحد إلا بالتقوى ، لأن طف الصاع قريب من ملئه ، فليس لأحد أن يقرب الإناء من الامتلاء ، ويصدق هذا قوله : كلكم بنو آدم ، طف الصاع بالصاع . والتطفيف في المكيال : أن يقرب الإناء من الامتلاء . يقال : هذا طف المكيال ، وطفافه ، وطفافه . وفي الحديث في صفة المسلمون تتكافأ دماؤهم إسرافيل : حتى كأنه طفاف الأرض أي قربها . وطفاف الليل ، وطفافه : سواده عن أبي العميثل الأعرابي : والطفاف : سواد الليل ، وأنشد :
عقبان دجن بادرت طفافا صيدا وقد عاينت الأسدافا
فهي تضم الريش والأكتافا
وطفف على الرجل إذا أعطاه أقل مما أخذ منه . والتطفيف : البخس في الكيل والوزن ، ونقص المكيال ، وهو ألا تملأه إلى أصباره . وفي ، حين ذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سبق بين الخيل : كنت فارسا يومئذ ، فسبقت الناس حتى طفف بي الفرس مسجد ابن عمر بني زريق ، حتى كاد يساوي المسجد ، قال حديث أبو عبيد : يعني أن الفرس وثب بي حتى كاد يساوي المسجد . يقال : طففت بفلان موضع كذا ; أي دفعته إليه وحاذيته به ، ومنه قيل : إناء طفان ، وهو الذي قرب أن يمتلئ ، ويساوي أعلى المكيال ، ومنه التطفيف في الكيل . فأما قوله تعالى :
[ ص: 126 ] ويل للمطففين فقيل : التطفيف نقص يخون به - صاحبه في كيل أو وزن ، وقد يكون النقص ليرجع إلى مقدار الحق ، فلا يسمى تطفيفا ، ولا يسمى بالشيء اليسير مطففا على إطلاق الصفة ; حتى يصير إلى حال تتفاحش ، قال أبو إسحاق : المطففون الذين ينقصون المكيال والميزان ، قال : وإنما قيل للفاعل مطفف ; لأنه لا يكاد يسرق في المكيال ، والميزان ، إلا الشيء الخفيف الطفيف ; وإنما أخذ من طف الشيء وهو جانبه ، وقد فسره عز وجل بقوله : وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون أي ينقصون . والطفاف والطفاف : الجمام . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - قال لرجل : ما حبسك عن صلاة العصر ؟ فذكر له عذرا ، فقال عمر : طففت أي نقصت . والتطفيف يكون بمعنى الوفاء والنقص . والطفف : التقتير وقد طفف عليه . والطفيف : القليل . والطفيف : الخسيس الدون الحقير . وطف الحائط طفا : علاه . والطفطفة والطفطفة : كل لحم أو جلد ، وقيل : هي الخاصرة ، وقيل : هي ما رق من طرف الكبد ، قال : ذو الرمة
وسوداء مثل الترس نازعت صحبتي طفاطفها لم نستطع دونها صبرا
التهذيب : الطفطفة والطفطفة معروفة ، وجمعها طفاطف ; وأنشد :
وتارة ينتهس الطفاطفا
قال : وبعض العرب يجعل كل لحم مضطرب طفطفة وطفطفة ، قال أبو ذؤيب :
قليل لحمها إلا بقايا طفاطف لحم منحوض مشيق
أبو عمرو : هو الطفطفة ، والطفطفة ، والخوش ، والصقل ، والسولا ، والأفقة ، كله الخاصرة . أبو زيد : أطل على ماله ، وأطف عليه ، معناه أنه اشتمل عليه فذهب به . والطفطاف : الناعم الرطب من النبات ، قال يصف رئالا : الكميت
أوين إلى ملاطفة خضود لمأكلهن طفطاف الربول
يعني فراخ النعام ; وأنهن يأوين إلى أم ملاطفة تكسر لهن أطراف الربول ، وهو شجر . المفضل : الطفطاف ورق الغصون ، وأنشد :
نحدم طفطافا من الربول
وقيل : الطفطاف أطراف الشجر .