نفي : نفى الشيء ينفي نفيا : تنحى ، ونفيته أنا نفيا ، قال الأزهري : ومن هذا يقال نفى شعر فلان ينفي : إذا ثار واشعان ، ومنه قول محمد بن كعب القرظي حين استخلف فرآه شعثا فأدام النظر إليه ، فقال له لعمر بن عبد العزيز عمر : ما لك تديم النظر إلي ؟ فقال : أنظر إلى ما نفى من شعرك وحال من لونك . ومعنى نفى هاهنا أي ثار وذهب وشعث وتساقط ، وكان رآه قبل ذلك ناعما فينان الشعر فرآه متغيرا عما كان عهده فتعجب منه وأدام النظر إليه ، وكان عمر قبل الخلافة منعما مترفا فلما استخلف تشعث وتقشف . وانتفى شعر الإنسان ونفى : إذا تساقط . والسيل ينفي الغثاء : يحمله ويدفعه ، قال أبو ذؤيب يصف يراعا :
سبي من أباءته نفاه أتي مده صحر ولوب
ونفيان السيل : ما فاض من مجتمعه كأنه يجتمع في الأنهار الإخاذات ثم يفيض إذا ملأها ، فذلك نفيانه . ونفى الرجل عن الأرض ونفيته عنها : طردته فانتفى ، قال القطامي :
فأصبح جاراكم قتيلا ونافيا أصم فزادوا في مسامعه وقرا
أي منتفيا . ونفوته : لغة في نفيته . يقال : نفيت الرجل وغيره أنفيه نفيا إذا طردته . قال الله تعالى : أو ينفوا من الأرض قال بعضهم : معناه من قتله فدمه هدر أي لا يطالب قاتله بدمه ، وقيل : أو ينفوا من الأرض يقاتلون حيثما توجهوا منها ؛ لأنه كون ، وقيل : نفيهم إذا لم يقتلوا ولم يأخذوا مالا أن يخلدوا في السجن إلا أن يتوبوا قبل أن يقدر عليهم . ونفي الزاني الذي لم يحصن : أن ينفى من بلده الذي هو به إلى بلد آخر سنة ، وهو التغريب الذي جاء في الحديث . ونفي المخنث : أن لا يقر في مدن المسلمين ، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بنفي هيت وماتع وهما مخنثان كانا بالمدينة ، وقال بعضهم : اسمه هنب بالنون ، وإنما سمي هنبا لحمقه . وانتفى منه : تبرأ . ونفى الشيء نفيا : جحده . ونفى ابنه : جحده ، وهو نفي منه فعيل بمعنى مفعول . يقال : انتفى فلان من ولده إذا نفاه عن أن يكون له ولدا . وانتفى فلان من فلان ، وانتفل منه إذا رغب عنه أنفا واستنكافا . ويقال : هذا ينافي ذلك ، وهما يتنافيان . ونفت الريح التراب نفيا ونفيانا : أطارته . والنفي : ما نفته . وفي المدينة كالكير تنفي خبثها أي تخرجه عنها ، وهو من النفي الإبعاد عن البلد . يقال : نفيته أنفيه نفيا إذا أخرجته من البلد وطردته . ونفي القدر : ما جفأت به عند الغلي . الحديث : الليث : نفي الريح ما نفى من التراب من أصول الحيطان ونحوه ، وكذلك نفي المطر ونفي القدر . الجوهري : نفي الريح ما تنفي في أصول الشجر من التراب ونحوه ، والنفيان مثله ويشبه به ما يتطرف من معظم الجيش ، وقالت العامرية :
وحرب يضج القوم من نفيانها ضجيج الجمال الجلة الدبرات
ونفت السحابة الماء : مجته وهو النفيان ، قال : هو السحاب ينفي أول شيء رشا أو بردا ، وقال : إنما دعاهم للتحريك أن [ ص: 330 ] بعدها ساكنا فحركوا كما قالوا رميا وغزوا ، وكرهوا الحذف مخافة الالتباس ، فيصير كأنه فعال من غير بنات الواو والياء ، وهذا مطرد إلا ما شذ . سيبويه الأزهري : ونفيان السحاب ما نفته السحابة من مائها فأسالته ، وقال ساعدة الهذلي :
يقرو به نفيان كل عشية فالماء فوق متونه يتصبب
والنفوة : الخرجة من بلد إلى بلد . والطائر ينفي بجناحيه نفيانا كما تنفي السحابة الرش والبرد . والنفيان والنفي والنثي : ما وقع عن الرشاء من الماء على ظهر المستقي لأن الرشاء ينفيه ، وقيل : هو تطاير الماء عن الرشاء عند الاستقاء ، وكذلك هو من الطين . الجوهري : ونفي المطر على فعيل ما تنفيه وترشه وكذلك ما تطاير من الرشاء على ظهر الماتح ، قال الأخيل :
كأن متنيه من النفي من طول إشرافي على الطوي
مواقع الطير على الصفي
قال : كذا أنشده ابن سيده أبو علي ، وأنشده في الجمهرة : كأن متني ، قال : وهو الصحيح ، لقوله بعده : ابن دريد
من طول إشرافي على الطوي
وفسره ثعلب فقال : شبه الماء وقد وقع على متن المستقي بذرق الطائر على الصفي ، قال الأزهري : هذا ساق كان أسود الجلدة واستقى من بئر ملح ، وكان يبيض نفي الماء على ظهره إذا ترشش ؛ لأنه كان ملحا . ونفي الماء : ما انتضح منه إذا نزع من البئر . والنفي : ما نفته الحوافر من الحصى وغيره في السير ، وأتاني نفيكم أي وعيدكم الذي توعدونني . ونفاية الشيء : بقيته وأردؤه . وكذلك نفاوته ونفاته ونفايته ونفوته ونفيته ونفيه ، وخص به رديء الطعام . قال ابن الأعرابي : وذكرنا النفوة والنفاوة هاهنا ؛ لأنها معاقبة إذ ليس في الكلام " ن ف و " وضعا . والنفاية : المنفي القليل مثل البراية والنحاتة . ابن سيده أبو زيد : النفية والنفوة وهما الاسم لنفي الشيء إذا نفيته . الجوهري : والنفوة ، بالكسر ، والنفية أيضا كل ما نفيت . والنفاية ، بالضم : ما نفيته من الشيء لرداءته . : يقال للدائرة التي في قصاص الشعر النافية ، وقصاص الشعر مقدمه . ويقال : نفيت الشعر أنفيه نفيا ونفاية إذا رددته . والنفية : شبه طبق من خوص ينفى به الطعام . والنفية والنفيه : سفرة مدورة تتخذ من خوص ، الأخيرة عن ابن شميل الهروي . : النفية والنفية شيء مدور يسف من خوص النخل تسميها الناس النبية وهي النفية . وفي الحديث عن ابن الأعرابي قال : أرسلني أبي إلى زيد بن أسلم وكان لنا غنم ، فجئت ابن عمر فقلت : أأدخل وأنا أعرابي نشأت مع أبي في البادية ؟ فكأنه عرف صوتي فقال : ادخل ، وقال : يا ابن أخي إذا جئت فوقفت على الباب فقل السلام عليكم ، فإذا ردوا عليك السلام فقل : أأدخل ؟ فإن أذنوا وإلا فارجع ، فقلت : إن أبي أرسلني إليك تكتب إلى عاملك ابن عمر بخيبر يصنع لنا نفيتين نشرر عليهما الأقط ، فأمر قيمه لنا بذلك ، فبينما أنا عنده خرج عبد الله بن واقد من البيت إلى الحجرة وإذا عليه ملحفة يجرها فقال : أي بني ارفع ثوبك ، فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا ينظر الله إلى عبد يجر ثوبه من الخيلاء ، فقال : يا أبت إنما بي دماميل ، قال أبو الهيثم : أراد بنفيتين سفرتين من خوص ، قال ابن الأثير : يروى نفيتين بوزن بعيرين وإنما هو نفيتين على وزن شقيتين ، واحدتهما نفية كطوية ، وهي شيء يعمل من الخوص شبه الطبق عريض . وقال : قال الزمخشري النضر : النفتة بوزن الظلمة ، وعوض الياء تاء فوقها نقطتان ، وقال غيره : هي بالياء وجمعها نفى كنهية ونهى ، والكل شيء يعمل من الخوص مدور واسع كالسفرة . والنفي : بغير هاء : ترس يعمل من خوص . وكل ما رددته فقد نفيته . : والنفأ لمع من البقل واحدته نفأة ؛ قال : ابن بري
نفأ من القراص والزباد
وما جربت عليه نفية في كلامه أي سقطة وفضيحة . ونفيت الدراهم : أثرتها للانتقاد ؛ قال :
تنفي يداها الحصى في كل هاجرة نفي الدراهم تنقاد الصياريف