ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن الداخل إلى المسجد يبتدئ بركعتين ، ثم يجيء فيسلم على القوم فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله ، فإن تلك حق الله تعالى ، والسلام على الخلق هو حق لهم وحق الله في مثل هذا أحق بالتقديم بخلاف الحقوق المالية ، فإن فيها نزاعا معروفا ، والفرق بينهما حاجة الآدمي [ ص: 378 ] وعدم اتساع الحق المالي لأداء الحقين ، بخلاف السلام . تحية المسجد
وكانت عادة القوم معه هكذا ، يدخل أحدهم المسجد فيصلي ركعتين ، ثم يجيء فيسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولهذا جاء في حديث رفاعة بن رافع رفاعة : ونحن معه إذ جاء رجل كالبدوي ، فصلى ، فأخف صلاته ثم انصرف فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل ) . . . وذكر الحديث فأنكر عليه صلاته ، ولم ينكر عليه تأخير السلام عليه صلى الله عليه وسلم إلى ما بعد الصلاة . أن النبي صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد يوما ، قال
وعلى هذا : : أن يقول عند دخوله : بسم الله والصلاة على رسول الله . ثم يصلي ركعتين تحية المسجد . ثم يسلم على القوم . فيسن لداخل المسجد إذا كان فيه جماعة ثلاث تحيات مترتبة