الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ثم قال : ( إنهم لن يضروا الله شيئا ) والمعنى أنهم لن يضروا النبي وأصحابه شيئا ، وقال عطاء : يريد : لن يضروا أولياء الله شيئا .

                                                                                                                                                                                                                                            ثم قال تعالى : ( يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ) وفيه مسائل :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : أنه رد على المعتزلة ، وتنصيص على أن الخير والشر بإرادة الله تعالى ، قال القاضي : المراد أنه يريد الإخبار بذلك والحكم به .

                                                                                                                                                                                                                                            واعلم أن هذا الجواب ضعيف من وجهين :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : أنه عدول عن الظاهر .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : بتقدير أن يكون الأمر كما قال ، لكن الإتيان بضد ما أخبر الله عنه وحكم به محال فيعود الإشكال .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : قالت المعتزلة : الإرادة لا تتعلق بالعدم ، وقال أصحابنا ذلك جائز ، والآية دالة على قول أصحابنا لأنه قال : ( يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ) فبين أن إرادته متعلقة بهذا العدم . قالت المعتزلة : المعنى أنه تعالى ما أراد ذلك كما قال : ( ولا يريد بكم العسر ) [ البقرة : 185 ] قلنا : هذا عدول عن الظاهر .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : الآية تدل على أن النكرة في موضع النفي تعم ، إذ لو لم يحصل العموم لم يحصل تهديد الكفار بهذه الآية ، ثم قال : ( ولهم عذاب عظيم ) وهذا كلام مبتدأ ، والمعنى أنه كما لا حظ لهم البتة من منافع الآخرة فلهم الحظ العظيم من مضار الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية