الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( ثم يأخذ على يمينه مما يلي باب البيت ) لحديث جابر أن { النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أتى الحجر فاستلمه ثم مشى على يمينه فرمل ثلاثا ومشى أربعا } رواه مسلم ( ويجعله ) أي : البيت ( على يساره ) لفعله صلى الله عليه وسلم مع قوله { لتأخذوا عني مناسككم } ( ليقرب جانبه الأيسر ) الذي هو مقر القلب ( إليه ) أي : إلى البيت ( فأول ركن يمر به ) الطائف ( يسمى الشامي والعراقي وهو جهة الشام ثم يليه الركن الغربي والشامي وهو جهة المغرب ثم اليماني جهة اليمن فإذا أتى عليه ) أي : على الركن اليماني ( استلمه ولم يقبله ) .

                                                                                                                      وحديث مجاهد عن ابن عباس قال { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استلم الركن استلمه ووضع خده الأيمن عليه } فقال ابن عبد البر : هذا لا يصح وإنما يعرف التقبيل في الحجر الأسود ( ولا يستلم ولا يقبل الركنين الآخرين ) أي : الشامي والغربي لقول ابن عمر { لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يمسح من الأركان إلا اليمانيين } متفق عليه .

                                                                                                                      وقال ابن عمر " ما أراه يعني النبي صلى الله عليه وسلم لم يستلم الركنين اللذين يليان الحجر إلا ; لأن البيت لم يتم على قواعد إبراهيم ولا طاف الناس من وراء الحجر إلا لذلك " وطاف معاوية " فجعل يستلم الأركان كلها فقال ابن عباس لم تستلم هذين الركنين ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يستلمهما ؟ فقال معاوية ليس شيء من البيت مهجورا فقال ابن عباس { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } فقال معاوية صدقت " .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية