ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله أي إلى توحيده تعالى وطاعته والظاهر العموم في كل داع إليه تعالى ، وإلى ذلك ذهب الحسن وجماعة ، وقيل : بالخصوص فقال ومقاتل : هو رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، وعنه أيضا هم أصحاب ابن عباس محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وقالت عائشة وقيس بن أبي حازم وعكرمة : نزلت في المؤذنين ، وينبغي أن يتأول قولهم على أنهم داخلون في الآية وإلا فالسورة بكمالها مكية بلا خلاف ولم يكن الأذان ومجاهد بمكة إنما شرع بالمدينة ، والتزام القول بتأخر حكمها عن نزولها كما ترى ، والظاهر أن المراد الدعاء باللسان ، وقيل : به وباليد كأن يدعو إلى الإسلام ويجاهد ، وقال : دعا إلى الله بالسيف ، ولعل هذا والله تعالى أعلم هو الذي حمله على الخروج بالسيف على بعض الظلمة من ملوك زيد بن علي بني أمية ، وكان زيد هذا رضي الله تعالى عنه عالما بكتاب الله تعالى وله تفسير ألقاه على بعض النقلة عنه وهو في حبس هشام بن عبد الملك وفيه من العلم والاستشهاد بكلام العرب حظ وافر .
ويقال : إنه كان إذا تناظر هو وأخوه محمد الباقر اجتمع الناس بالمحابر يكتبون ما يصدر عنهما من العلم رحمهما الله تعالى ورضي عنهما ، والاستفهام في معنى النفي أي لا أحد أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا أي عملا صالحا أي عمل صالح كان .
وقال : صلى بين الأذان والإقامة ، ولا يخفى ما فيه ، وقال أبو أمامة : صلى وصام ، وقال عكرمة : أدى الفرائض والحق العموم الكلبي وقال إنني من المسلمين أي تلفظ بذلك ابتهاجا بأنه منهم وتفاخرا به مع قصد الثواب إذ هو لا ينافيه أو جعل واتخذ الإسلام دينا له من قولهم : هذا قول فلان أي مذهبه ومعتقده ، وبعضهم يرجع الوجهين إلى وجه واحد ، والمعنى على القول بكون الآية خاصة بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم [ ص: 123 ] اختار النسبة إلى الإسلام دون عز الدنيا وشرفها وهو قولهم رد لا تسمعوا لهذا القرآن وتعجب منه ، وقرأ ابن أبي عبلة وإبراهيم بن نوح عن قتيبة الميال «وقال ( إني ) » بنون مشددة دون نون الوقاية .
واستدل أبو بكر بن العربي بالآية على . وفي الآية إشارة إلى أنه عدم اشتراط الاستثناء في قول القائل : أنا مسلم أو أنا مؤمن وإليه أسكن . ينبغي للداعي إلى الله تعالى أن يكون عاملا عملا صالحا ليكون الناس إلى قبول دعائه أقرب