والألسنة جمع "لسان" مرادا به التذكير فجمع كما يجمع فعال المذكر نحو: حمار وأحمرة، وإذا أريد به التأنيث جمع جمع أفعل كذراع وأذرع.
وقرأ "الكذب" بضم الكاف والذال ورفع الباء، على أنه جمع كذوب كصبور وصبر، وهو مقيس، وقيل: جمع كاذب نحو: شارف وشرف، كقولها: معاذ بن جبل:
3988 - ألا يا حمز للشرف النواء ... ... ... ...
لكنه غير مقيس، وهو حينئذ صفة ل "ألسنتهم"، وحينئذ يكون أن لهم الحسنى مفعولا به. وقد تقدم الكلام في: "لا جرم" مستوفى في هود.قوله: وأنهم مفرطون قرأ بكسر الراء اسم فاعل من أفرط [ ص: 248 ] إذا تجاوز، فالمعنى: أنهم يتجاوزون الحد في معاصي الله تعالى. فأفعل هنا قاصر. والباقون بفتحها اسم مفعول من أفرطته، وفيه معنيان، أحدهما: أنه من أفرطته خلفي، أي: تركته ونسيته، حكى نافع أن العرب تقول: أفرطت منهم ناسا، أي: خلفتهم، والمعنى: أنهم منسيون متروكون في النار. والثاني: أنه من أفرطته، أي: قدمته إلى كذا، وهو منقول بالهمزة من فرط إلى كذا، أي: تقدم إليه، كذا قال الشيخ، وأنشد الفراء للقطامي:
2989 - واستعجلونا وكانوا من صحابتنا كما تعجل فراط لوراد
وقرأ في رواية "مفرطون" بتشديد الراء مكسورة من [ ص: 249 ] فرط في كذا: أي: قصر، وفي رواية، مفتوحة، من فرطته معدى بالتضعيف من فرط بالتخفيف، أي: تقدم وسبق. أبو جعفر
وقرأ عيسى بن عمر "لا جرم إن لهم النار وإنهم" بكسر "إن" فيهما على أنها جواب قسم أغنت عنه "لا جرم". والحسن: