قوله: "تارة" بمعنى مرة وكرة، فهي مصدر، ويجمع على تير وتارات. قال الشاعر:
3084 - وإنسان عيني يحسر الماء تارة فيبدو وتارات يجم فيغرق
[ ص: 386 ] وألفها تحتمل أن تكون عن واو أو ياء. وقال "وهو فيما قيل: من تار الجرح: التأم". الراغب:قوله: "قاصفا" القاصف يحتمل أن يكون من قصف متعديا، يقال: قصفت الريح الشجر تقصفها قصفا. قال أبو تمام:
3085 - إن الرياح إذا ما أعصفت قصفت عيدان نجد ولم يعبأن بالرتم
قوله: بما كفرتم يجوز أن تكون مصدرية، وأن تكون بمعنى الذي، والباء للسببية، أي: بسبب كفركم، أو بسبب الذي كفرتم به، ثم اتسع فيه فحذفت الباء فوصل الفعل إلى الضمير، وإنما احتيج إلى ذلك لاختلاف المتعلق.
وقرأ أبو جعفر "فتغرقكم" بالتاء من فوق أسند الفعل لضمير الريح. وفي كتاب الشيخ: "فتغرقكم" بتاء الخطاب مسندا إلى [ ص: 387 ] "الريح". ومجاهد: والحسن بياء الغيبة وفتح الغين وشد الراء، عداه بالتضعيف والمقرئ وأبو رجاء لأبي جعفر كذلك إلا أنه بتاء الخطاب. قلت: وهذا: إما سهو، وإما تصحيف من النساخ عليه; كيف يستقيم أن يقول بتاء الخطاب وهو مسند إلى ضمير الريح، وكأنه أراد بتاء التأنيث فسبقه قلمه أو صحف عليه غيره.
وقرأ العامة: "الريح" بالإفراد، "الرياح" بالجمع. وأبو جعفر:
قوله: به تبيعا يجوز في "به" أن يتعلق ب "تجدوا"، وأن يتعلق بتبيع، وأن يتعلق بمحذوف لأنه حال من تبيع. والتبيع: المطالب بحق، الملازم، قال الشماخ:
3086 - ... ... ... ... كما لاذ الغريم من التبيع
3087 - غدوا وغدت غزلانهم فكأنها ضوامن من غرم لهن تبيع