وقرئ: "باخع نفسك" بالإضافة، والأصل النصب. وقال : "وقرئ: "باخع نفسك" على الأصل، وعلى الإضافة. أي: قاتلها ومهلكها، وهو للاستقبال فيمن قرأ: "إن لم يؤمنوا"، وللمضي فيمن قرأ: "أن لم تؤمنوا" بمعنى: لأن لم تؤمنوا". قلت: يعني أن باخعا للاستقبال في قراءة كسر "إن" فإنها شرطية، وللمضي في قراءة فتحها، وذلك لا يجيء إلا [ ص: 442 ] في قراءة الإضافة إذ لا يتصور المضي مع النصب عند البصريين. وعلى هذا يلزم أن لا يقرأ بالفتح إلا من قرأ بإضافة "باخع"، ويحتاج في ذلك إلى نقل وتوقيف. الزمخشري
و "لعلك" قيل: للإشفاق على بابها. وقيل: للاستفهام، وهو رأي الكوفيين. وقيل: للنهي أي: لا تبخع.
والبخع: الإهلاك. يقال: بخع الرجل نفسه يبخعها بخعا وبخوعا، أهلكها وجدا. قال ذو الرمة:
3122 - ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه لشيء نحته عن يديه المقادر
يريد: نحته بالتشديد، فخفف. قال كان ينشده: "الوجد" بالنصب على المفعول له، الأصمعي: رواه بالرفع على الفاعلية ب "الباخع". وأبو عبيدةوقيل: البخع: أن تضعف الأرض بالزراعة. قاله وقيل: هو جهد الأرض، وفي حديث الكسائي: رضي الله عنها، عن عائشة "بخع الأرض" تعني جهدها حتى أخذ ما فيها من أموال ملوكها، وهذا استعارة، ولم يفسره عمر: : هنا بغير القتل والإهلاك. وقال في سورة الشعراء: [ ص: 443 ] و "البخع": أن يبلغ بالذبح البخاع بالباء، وهو عرق مستبطن الفقار، وذلك أقصى حد الذابح. انتهى. وسمعت الزمخشري شيخنا علاء الدين القوني يقول: "تتبعت كتب الطب والتشريح فلم أجد لها أصلا". قلت: يحتمل أنهم لما ذكروه سموه باسم آخر لكونه أشهر فيما بينهم.
وقال "البخع: قتل النفس غما". ثم قال: "وبخع فلان بالطاعة، وبما عليه من الحق: إذا أقر به وأذعن مع كراهة شديدة، تجري مجرى بخع نفسه في شدته". الراغب:
وقوله: "على آثارهم" متعلق ب "باخع"، أي: من بعد هلاكهم.
قوله: "أسفا" يجوز أن يكون مفعولا من أجله والعامل فيه "باخع"، وأن يكون مصدرا في موضع الحال من الضمير في "باخع".