[ ص: 533 ]
3184 - لا أرى الموت يسبق الموت شيء نغص الموت ذا الغنى والفقيرا
والثاني: أنه للتأسيس; وذلك أن الأهل المأتيين ليسوا جميع الأهل، إنما هم البعض، إذ لا يمكن أن يأتيا جميع الأهل في العادة في وقت واحد، فلما ذكر الاستطعام ذكره بالنسبة إلى جميع الأهل كأنهما تتبعا الأهل واحدا واحدا، فلو قيل: استطعماهم لاحتمل أن الضمير يعود على ذلك البعض المأتي دون غيره، فكرر الأهل لذلك.قوله: أن يضيفوهما مفعول به لقوله: "أبوا". والعامة على التشديد من ضيفه يضيفه. والحسن وأبو رجاء وأبو رزين بالتخفيف من: أضافه يضيفه وهما مثل: ميله وأماله.
قوله: أن ينقض مفعول الإرادة. و "انقض" يحتمل أن يكون وزنه انفعل، من انقضاض الطائر أو من القضة وهي الحصى الصغار. والمعنى: يريد أن يتفتت كالحصى، ومنه طعام قضض إذا كان فيه حصى صغار. وأن يكون وزنه افعل كاحمر من النقض يقال: نقض البناء ينقضه إذا هدمه. ويؤيد هذا ما في حرف وقراءة عبد الله "يريد لينقض" مبنيا للمفعول واللام، كهي في قوله: الأعمش: يريد الله ليبين لكم . وما قرأ به كذلك إلا أنه أبي يريد أن ينقض بغير لام كي.
[ ص: 534 ] وقرأ "أن ينقاض" بألف بعد القاف. قال الزهري: "هو من قولهم قضته فانقاض"، أي: هدمته فانهدم. قلت: فعلى هذا يكون وزنه ينفعل. والأصل انقيض فأبدلت الياء ألفا. ولما نقل الفارسي: هذه القراءة قال: "مثل: يحمار"، ومقتضى هذا التشبيه أن يكون وزنه يفعال. ونقل أبو البقاء أنه قرئ كذلك بتخفيف الضاد قال: "وهو من قولك: انقاض البناء إذا تهدم". أبو البقاء
وقرأ أمير المؤمنين رضي الله عنه علي في آخرين "ينقاص" بالصاد مهملة، وهو من قاصه يقيصه، أي: كسره. قال وعكرمة ابن خالويه: وتقول العرب: "انقاصت السن: إذا انشقت طولا". وأنشد لذي الرمة:
3185 - ... ... ... ... منقاص ومنكثب
3186 - فراق كقيص السن، فالصبر إنه لكل أناس عثرة وجبور
قوله: "لاتخذت" قرأ ابن كثير "لتخذت" بفتح التاء وكسر الخاء من تخذ يتخذ كتعب ويتعب. والباقون: "لاتخذت" بهمزة الوصل وتشديد التاء وفتح الخاء من الاتخاذ. واختلف: هل هما من الأخذ، والتاء بدل من الهمزة، ثم تحذف التاء الأولى فيقال: تخذ، كتقي من اتقى نحو: وأبو عمرو:
3187 - ... ... ... ... تق الله فينا والكتاب الذي تتلو