ونتنزل مطاوع نزل بالتشديد ويقتضي العمل في مهلة وقد لا يقتضيها. قال : "التنزل على معنيين: معنى النزول على مهل، ومعنى [ ص: 615 ] النزول على الإطلاق كقوله: الزمخشري
3244 - فلست لإنسي ولكن لملأك تنزل من جو السماء يصوب
لأنه مطاوع نزل، ونزل يكون بمعنى أنزل، ويكون بمعنى التدريج، واللائق بهذا الموضع هو النزول على مهل، والمراد: أن نزولنا في الأحايين وقتا غب وقت". قلت: وقد تقدم أنه يفرق بين نزل وأنزل في أول هذا الموضع.وقرأ العامة: "نتنزل" بنون الجمع. وقرأ "يتنزل" بياء الغيبة. وفي الفاعل حينئذ قولان، أحدهما: أنه ضمير الأعرج: جبريل. قال "ويرده قوله: ابن عطية: "له ما بين أيدينا وما خلفنا" لأنه يطرد معه، وإنما يتجه أن يكون خبرا عن جبريل أن القرآن لا يتنزل إلا بأمر الله في الأوقات التي يقدرها". وقد يجاب عما قال بأنه على إضمار القول: أي: قائلا: "له ما بين أيدينا". ابن عطية:
الثاني: أنه يعود على الوحي، وكذا قال على الحكاية عن الزمخشري جبريل، والضمير للوحي، ولا بد من إضمار هذا القول الذي ذكرته أيضا.
قوله: له ما بين أيدينا استدل بعض النحاة على أن الأزمنة ثلاثة: [ ص: 616 ] ماض وحاضر ومستقبل بهذه الآية، وهو كقول زهير:
3245 - وأعلم علم اليوم والأمس قبله ولكنني عن علم ما في غد عم