ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين .
قوله تعالى : " ونضع الموازين القسط " قال : المعنى : ونضع الموازين ذوات القسط ، والقسط : العدل ، وهو مصدر يوصف به ، يقال : ميزان قسط ، وميزانان قسط ، وموازين قسط . قال الزجاج : القسط من صفة الموازين وإن كان موحدا ، كما تقول : أنتم عدل ، وأنتم رضا . وقوله : " الفراء ليوم القيامة " و " في يوم القيامة " سواء ، وقد ذكرنا الكلام في الميزان في أول ( الأعراف : 8 ) .
فإن قيل : إذا كان الميزان واحدا ، فما المعنى بذكر الموازين ؟ [ ص: 355 ]
فالجواب : أنه لما كانت أعمال الخلائق توزن وزنة بعد وزنة ، سميت موازين .
قوله تعالى : " فلا تظلم نفس شيئا " ; أي : لا ينقص محسن من إحسانه ، ولا يزاد مسيء على إساءته . " وإن كان مثقال حبة " ; أي : وزن حبة . وقرأ : ( مثقال ) برفع اللام . قال نافع : ونصب ( مثقال ) على معنى : وإن كان العمل مثقال حبة . وقال الزجاج : وإن كان الظلامة مثقال حبة ; لقوله تعالى : " أبو علي الفارسي فلا تظلم نفس شيئا " . قال : ومن رفع أسند الفعل إلى المثقال ، كما أسند في قوله تعالى : وإن كان ذو عسرة [ البقرة : 280 ] .
قوله تعالى : " أتينا بها " ; أي : جئنا بها . وقرأ ، ابن عباس ، ومجاهد وحميد : ( آتينا ) ممدودة ; أي : جازينا بها .
قوله تعالى : " وكفى بنا حاسبين " قال : هو منصوب على وجهين : أحدهما : التمييز ، والثاني : الحال . الزجاج