بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا [ ص: 488 ] بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون .
قوله تعالى : " بل أتيناهم بالحق " ; أي : بالتوحيد والقرآن ، " وإنهم لكاذبون " فيما يضيفون إلى الله من الولد والشريك ، ثم نفاهما عنه بما بعد هذا إلى قوله : " إذا لذهب كل إله بما خلق " ; أي : لانفرد بخلقه ولم يرض أن يضاف خلقه وإنعامه إلى غيره ، ولمنع الإله الآخر عن الاستيلاء على ما خلق ، " ولعلا بعضهم على بعض " ; أي : غلب بعضهم بعضا .
قوله تعالى : " عالم الغيب " قرأ ابن كثير وأبو [ عمرو ، وابن ] عامر ، وحفص عن : ( عالم ) بالخفض . وقرأ عاصم ، نافع ، وحمزة ، والكسائي عن وأبو بكر : ( عالم ) بالرفع . قال عاصم : الجر أجود ; ليكون الكلام من وجه واحد ، والرفع على أن يكون خبر ابتداء محذوف ، ويقويه أن الكلام الأول قد انقطع . الأخفش