فصل وأما فلا يصلي خلف الألثغ الذي يبدل حرفا بحرف إلا حرف الضاد إذا أخرجه من طرف الفم كما هو عادة كثير من الناس فهذا فيه وجهان : منهم من قال : لا يصلى خلفه ولا تصح صلاته في نفسه لأنه أبدل حرفا بحرف ; لأن مخرج الضاد الشدق ومخرج الظاء طرف الأسنان . فإذا قال ( ولا الظالين كان معناه ظل يفعل كذا . من لا يقيم قراءة الفاتحة فلا يصلي خلفه إلا من هو مثله
والوجه الثاني : تصح وهذا أقرب لأن الحرفين في السمع شيء واحد وحس أحدهما من جنس حس الآخر لتشابه المخرجين . والقارئ إنما يقصد الضلال المخالف للهدى وهو الذي يفهمه المستمع فأما المعنى المأخوذ من ظل فلا يخطر ببال أحد وهذا بخلاف الحرفين [ ص: 351 ] المختلفين صوتا ومخرجا وسمعا كإبدال الراء بالغين فإن هذا لا يحصل به مقصود القراءة .