سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء [18]
وقرأ الحسن (أن نتخذ) بضم النون. وقد تكلم في هذه القراءة النحويون، وأجمعوا على أن فتح النون أولى فقال وأبو جعفر أبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر لا يجوز (نتخذ) قال : لو كانت نتخذ لحذفت من الثانية فقلت: أن نتخذ من دونك أولياء، ومثل أبو عمرو على جلالته ومحله يستحسن منه هذا القول لأنه جاء بعلة بينة. وشرح ما قال أنه يقال: ما اتخذت [ ص: 155 ] رجلا وليا فيجوز أن يقع هذا لواحد بعينه ثم يقال: ما اتخذت من رجل وليا فيكون نفيا عاما، وقولك: وليا تابع لما قبله فلا يجوز أن يدخل فيه من لأنه لا فائدة في ذلك، وحكى أبي عمرو عن الفراء العرب أنهم لا يقولون: ما رأيت من رجل، غير أنه أبطل هذا، وترك ما روى عن عبد الله العرب، وأجاز ذلك من قبل نفسه، فقال: ولو أرادوا ما رأيت من رجل عبد الله لجاز إدخال من تتأول القلب. قال : وهذا خطأ لا يجوز البتة وهو كما قال. ثم رجع أبو إسحاق فقال: الفراء والعرب إنما تدخل من في الأسماء وهذه مناقضة بينة، وأجاز ذلك أيضا ثم قال: وهو قبيح الكسائي ولكن متعتهم وآباءهم أي طالت أعمارهم بعد موت الرسل صلوات الله عليهم فنسوا وهلكوا .