مفعول من أجله أي تكبرا عن الحق ومكر السيئ معطوف عليه. قال سعيد عن : أي ومكر الشرك. قال قتادة : أصل المكر السيئ في اللغة الكذب والخديعة بالباطل. وقرأ أبو جعفر الأعمش (ومكر السيئ ولا يحق المكر السيئ إلا بأهله) فحذف الإعراب من الأول وأثبته في الثاني. قال وحمزة : وهو لحن لا يجوز. قال أبو إسحاق : وإنما صار لحنا لأنه حذف الإعراب منه، وزعم أبو جعفر : أن هذا لا يجوز في كلام ولا شعر، لأن حركات الإعراب لا يجوز حذفها لأنها دخلت للفروق بين المعاني. وقد أعظم بعض النحويين أن يكون محمد بن يزيد على جلالته ومحله يقرأ بهذا، وقال: إنما كان يقف عليه فغلط من ادعى عنه قال: والدليل على هذا أنه تمام الكلام، وإن الثاني لما لم يكن تمام الكلام أعربه، والحركة في الثاني أثقل منها في الأول؛ لأنها ضمة بين كسرتين. وقد احتج بعض النحويين لحمزة في هذا بقول الأعمش ، وأنه أنشد هو وغيره: سيبويه
إذا اعوججن قلت صاحب قوم بالدو أمثال السفين العوم
[ ص: 378 ] وقال الآخر:
فاليوم أشرب غير مستحقب إثما من الله ولا واغل
وهذا لا حجة فيه لأن لم يجزه، وإنما حكاه عن بعض النحويين، والحديث إذا قيل فيه عن بعض العلماء لم يكن فيه حجة، فكيف وإنما جاء به على الشذوذ، وضرورة الشعر قد خولف فيه. وزعم سيبويه أن أبو إسحاق أنشده: أبا العباس
إذا اعوججن قلت صاح قوم
وأنه أنشده "فاليوم فاشرب" بالفاء. فهل ينظرون إلا سنت الأولين أي إنما ينظرون العقاب الذي نزل بالكفار الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا أي أجرى الله جل وعز العذاب على الكفار، وجعل ذلك سنة فيهم فهو يعذب بمثله من استحقه لا يقدر أحد أن يبدل ذلك ولا يحوله.
قال : أبو إسحاق ليعجزه [44]
لتفوته.