المكاتب يعجز نفسه وله مال ظاهر قال : وقال غير مرة : مالك فليس له أن يعجز نفسه ، وإن كان لا مال له يعرف فذلك له . إذا كان المكاتب ذا مال ظاهر معروف
قلت : فإن كان يرى أنه لا مال له فعجز نفسه ثم أظهر أموالا عظاما فيها وفاء بكتابته ، أيرد في الكتابة أم هو رقيق ؟
قال : بل هو رقيق ما لم يكن يعلم بها .
قلت : ويكون عجز المكاتب دون السلطان إذا رضي المكاتب ؟
قال : نعم ، عند إذا لم يكن للمكاتب مال يعرف وكان ماله صامتا ، وكذلك قال لي [ ص: 469 ] مالك : وإنما الذي لا يكون عجزه إلا عند السلطان إذا حلت نجومه ، وقال : أنا أؤدي ، ولا يعجز نفسه ، ومطل سيده فأراد سيده أن يعجزه حين تحل نجومه . مالك
قال : فإن هذا يتلوم له السلطان فإن رأى وجه أداء تركه على نجومه وإن لم ير له وجه أداء عجزه ، ولا يكون تأخيره عن نجومه فسخا لمكاتبته ولا تعجيز سيده له عجزا حتى يعجزه السلطان إذا كان العبد متمسكا بالكتابة ; وأما الذي يعجز نفسه ويرضى بذلك وله مال لا يعرف قد كتمه ثم ظهرت له أموال بعد ذلك فهو رقيق ولا يرجع عما كان رضي به . مالك
وقال : إذا أراد المكاتب أن يعجز نفسه قبل حلول نجومه بشهر فذلك له إلا أن يكون له مال ظاهر فلا يكون ذلك له .
. ابن وهب
عن عمر بن محمد بن زيد ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن أباه حدثه أن عبد الله بن عمر كاتب غلاما له يقال له : شرف ، بأربعين ألف درهم فخرج إلى الكوفة فكان يعمل على حمر له حتى أدى خمسة عشر ألف درهم فجاءه إنسان فقال له : أمجنون أنت ؟ ههنا تعذب نفسك وعبد الله بن عمر يشتري الرقيق يمينا وشمالا ويعتقهم ، ارجع إليه فقل له : قد عجزت فجاء إليه بصحيفته فقال : يا أبا عبد الرحمن قد عجزت ، وهذه صحيفتي امحها ، فقال : لا والله ولكن امحها أنت إن شئت ، فمحاها ففاضت عينا عبد الله بن عمر فقال : اذهب فأنت حر ، قال : أصلحك الله أحسن إلى ابني فقال : هما حران قال : أصلحك الله ، أحسن إلى أمي ولدي قال : هما حرتان فأعتقهم خمستهم جميعا في مقعده .