الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4849 - (السيد الله) (حم د) عن عبد الله بن الشخير - (صح) .

التالي السابق


(السيد) حقيقة هو (الله) لا غيره؛ أي: هو الذي يحق له السيادة المطلقة فحقيقة السؤدد ليست إلا له؛ إذ الخلق كلهم عبيده، قال الزمخشري : والسيد فيعل من ساد يسود، قلبت واوه ياء لمجامعتها الياء وسبقها إياها بالسكون اهـ، وقال الراغب: سيد الشيء هو الذي يملك سواده؛ أي: شخصه جميعه، وقال الدماميني: السيد عند أهل اللغة، من أهل للسؤدد وهو التقديم، يقال: ساد قومه، إذا تقدمهم، وهذا قاله لما خوطب بما يخاطب به رؤساء القبائل من قولهم: أنت سيدنا ومولانا، فذكره؛ إذ كان حقه أن يخاطب بالرسول أو النبي، فإنها منزلة ليس وراءها منزلة لأحد من البشر، فقال: (السيد الله) حول الأمر فيه إلى الحقيقة؛ أي: الذي يملك النواصي ويتولى أمرهم ويسوسهم إنما هو الله، ولا يناقضه (أنا سيد ولد آدم) ؛ لأنه إخبار عما أعطي من الشرف على النوع الإنساني، واستعمال السيد في غير الله شائع ذائع في الكتاب والسنة، قال النووي : والمنهي عنه استعماله على جهة التعاظم لا التعريف، واستدل بعضهم بهذا الخبر أن السيد اسم من أسماء الله تعالى

(حم د) في الأدب (عن عبد الله بن الشخير) بكسر الشين وشد الخاء المعجمتين، ابن عوف العامري، وسكت عليه أبو داود ثم المنذري، ورواه أيضا عنه النسائي في يوم وليلة، وسببه أن رجلا جاء إلى المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فقال له: أنت سيد قريش فقال: السيد الله، قال: أنت أعظمها فيها طولا وأعلاها قولا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يا أيها الناس قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا عبد الله ورسوله)



الخدمات العلمية